أحد الزملاء من العاملين في إدارة إعلامية ، خرجت من مكتبه إحدى مشهورات السوشيال ميديا وهي تكاد تبكي لأنها رأت بأنه حاول إهانتها عندما سألها عن إسمها ! فهي تعتقد جازمة بإن كل من لديه هاتف ذكي في عمان يعرفها، ويعرف نجوميتها، فكيف بشخص يعمل  في مجال الإعلام ولا يعرف إسمها. وأخذت ذلك السؤال المعتاد والطبيعي على أن القصد منه التقليل من قيمتها وإهانتها بتجاهل أنه يعرفها.

في مرة من المرات حضرت فعالية برفقة زملاء أعزاء ، واكتشفنا بأننا وقعنا في خطأ كبير، إذ كنا نجهل إسم أحد الشباب اللامعين في عالم السوشيال ميديا، فبان الحرج والضيق على الشاب الذي اكتشف بأننا لا نعرفه، وربما نتحمل جزءا من هذا الجهل ففوق كل ذي علم عليم.

هذا الهوس بالشهرة، كان قديما يقضي على مشاهير في السينما والتلفزيون وعالم الفن . لكن الهوس اليوم إمتد عبر السوشيال ميديا بشكل ربما يقضي على كثير من المواهب الرائعة والجميلة، إذ سرعان ماتذوب في  لهب الضوء الذي لا تستطيع أن تعيش لثانية بدونه.

لكن أسواء من يأكلهم الضوء هم أولئك الذين لا يقدمون سوى الأحداث السلبية أو من يطلق عليهم  أصحاب (الشهرة السلبية) وهذا المصطلح أخذته من الأستاذة سلمى الحجري باحثة ومتخصصة في مجال وسائل التواصل الإجتماعي وإدارة السمعة والأزمات والتي أكدت لي بأنها غير راضية عن ماوصل اليه الحال في مشهد وسائل التواصل الإجتماعي في السلطنة.

لكن أليس للشركات والجهات الحكومية دور أحيانا في دعم هذه الشهرة السلبية؟ إذ تروج من خلالهم لمنتجاتها ومشاريعها ولذ أصبحوا قدوات لمن هم أصغر؟. إذا أن الشهرة السلبية ( تأكل عيش) وليس فقط متابعين.

لا أخفي عليكم بأنه بعد أن أجريت مقابلة مع الأستاذ محمد المرجبي وعن زهد هذا الإعلامي الكبير بالضوء والشهرة، حدثتني نفسي بان أذهب إلى عدد من أولئك أصحاب الشهرة السلبية من باب الموازنة الصحفية ، لكن في نهاية المطاف قررت أن أذهب للمختصين فسألت الأستاذة سلمى الحجري كما أسلفت، وسألت الأستاذة سبأ البوسعيدي وهي باحثة متخصصة في وسائل التواصل الإجتماعي والتسويق وكذلك الأستاذ حشر المنذري وهوإسم بارع في عالم التسويق ومتخصص أيضا في التسويق عبر السوشيال ميديا ، فكانت خلاصة إجاباتهم بأن كثيرا مما يصرف اليوم من قبل بعض الشركات وبعض الجهات الحكومية في التعامل مع بعض مشاهير التواصل الإجتماعي يحتاج إلى إعادة نظر. ويمكن لمن يريد أن يستمع للحلقة كاملة( من برنامج المقال الأول) بأن يجدها على حساب إذاعة الوصال على الساوند كلاود.

 

ومع تأكيدي بأن كثيرا من الشركات والجهات الحكومية التي تتعامل مع السوشيال ميديا تتعامل بذكاء جميل يخدم التسويق لمنتجاتها وأفكارها، إلا أننا يجب جميعا أن نشجع المواهب التي تقدم ماتضيفه للمجتمع من محتوى أو نقاش ، أو فن ، أو فكرأو صورة بصرية ، أو كوميديا ولكن ليس من يصنع حدثا مخجلا، أو غبيا والأحداث الغبية يصعب حصرها.

للمقالات بقية..

سالم العمري

--:--
--:--
استمع للراديو