وأنا في موجة الإعصار

أدور لك من الأعذار

أجمعها ولك أختار.. وأقول يمكن

وسويت اللي مايمكن.. وأرجع لأول المشوار

( طارش قطن)

 كان خاتم سليمان هو العنوان الذي  يحضرني دائما عند الحديث عن طارش قطن ، ليس لأن هذا العنوان لواحدة من أجمل أغانيه وأشهرها والتي غناها عبدالمجيد عبدالله ، ولكن لإيماني بالملكة الشعرية العالية التي يمتلكها هذا الشاعر فطارش قطن يمتلك خاتم يحمل ملكة شعرية متفردة وهو خاتم لا يضيع ولا يستنسخ صاحبه. ومع أن الشاعر طارش قطن يكتب في مختلف فنون الشعر إلا أنه ينغمس في كتابة الأغنية أكثر، فهو يذهب إلى هذا الفن الأصعب من فنون كتابة الشعر.

فالمشتغلون في المجالات الفنية يعرفون مدى صعوبته ويعرفون أن الأصعب هو إجادة مايجيده طارش وهو السهل الممتنع في هذا الفن ولعل تقدير جائزة نوبل للآداب لكتابة الأغنية بحصول الأمريكي بوب دايلن على الجائزة ككاتب هو تقدير متأخر جدا لهذا الفن المهم والمؤثر جدا.

في حواري مع الأستاذ طارش قطن كان السؤال عن الحياة والموت أثناء فترة مرضه بالسرطان سؤالا حاضرا ولكن إجابته كانت أكثر حضورا وتوهجا بالأمل والإبتسامة وبأنه مستعد للأمرين وإن كان الإنسان بطبعه محبا للحياة.

استرجعت مالم أسأله عنه في الحوار ، هل كنا نحن كإعلاميين نحتاج لأن يمرض طارش قطن  وكأننا فجأة وجدنا خاتم سليمان في بطن الحوت حتى نتحدث عنه بما يستحق  فهذا الذي غنى له أبوبكر سالم ومحمد عبده وعبدالمجيد عبدالله  ووردة الجزائرية وعبادي الجوهر وأسماء اخرى كثيرة، لم نكن كصحفيين وأعلاميين نلتفت إلى إنجازاته المتواليه، ولم نكن نبحث عنه للقائاتنا، وكأننا كنا ننتظر مرضه ليخبرنا عن هذه القامة العمانية المبدعة ، وهنا نطرح سؤالا إلى أي مدى يجب أن  نعيد كلنا التفكير في مبدعينا وإعطائهم حقهم، كل من موقعه ، ونحن كإعلاميين أحق باللوم قبل غيرنا  .

وهنا أطلب من طارش قطن أن يسامحنا وأن يدور لنا عذر، ومن يعرف طارش يعرف  صفاء إنسانيته العالية وإستيعابه للآخرين بإختلافاتهم وأخطائهم  وأقول له أيها الشاعر الإنسان أمنحنا فرصة ثانية .

 والفرصة الثانية هو العنوان الذي أختارته الدكتورة عائشة الغابشي لتعنون مقالها الأول في جوابها على سؤال (ماهو العنوان الذي ستختاره لمقالها الأول فيما إذا كتبت مقالات عن تجربتها مع مرض السرطان) وكنت قد نسيت أن أسألها أثناء اللقاء واتصلت بها لاحقا  لتقول بأن العنوان هو الفرصة الثانية ، أما الشاعر الأستاذ طارش قطن فقد كان جوابه عن هذا السؤال : بأن تجربته مع مرض السرطان ربما يعنونها وإن صعب الإختزال ب (رحلة لإكتشاف الحياة)

وفيما كانت هذه الحلقة مع الدكتورة عائشة الغابشي والشاعر الأستاذ طارش قطن عن تجربتهما مع مرض السرطان فإن الدروس التي يسرداها بإبتسامتهما أعظم كثيرا من أن أستطيع تدوينها، لذا أفضل أن تستمعو إلى اللقاءات التي تبث في حلقة الثلاثاء 30 يناير  2018  وتعاد السبت 3 فبراير وبإذن الله ستكون متوفرة قريبا على هذا الموقع.

سالم العمري

للمقالات بقية..

--:--
--:--
استمع للراديو