الوصال - سعيد البوسعيدي

ابني أحمد في عمره الآن ( 5 سنوات و 6 أشهر ) جاءني يقول " باباه اسأل عمي جوجل How Clouds are made  ؟ " طبعا أنا استغربت جدا كيف أحمد يعرف " عمي جوجل " ولكن بكل مرونة فتحت هاتفي ودخلت إلى  لجوجل وطلبت من أحمد الحديث ليقول لجوجل "How Clouds are made  ؟ " وبكل سهولة ويسر أجابه جوجل بقراءة نص مكتوب وبعدها عرض له فيديو يشرح له العملية.

من هذا التجربة البسيطة دار في خاطري سؤال حول عبارة دائما اسمعها وهي " الصغيرين مال تو!" والتي دائما ما تكون مرتبطة بأن أطفال اليوم يختلفون عنا حين كنا صغارا. نسمع الكثيرين يتحدثون بأن أطفال اليوم أقل أدبا وأخلاقا عنا في السابق، وبأن أطفال اليوم أصبحوا أقل اطلاعا ومعرفة وفكرًا. فهل فعلا هم كذلك؟ وهل كانت هذه نظرة آبائنا لنا حين كنا أطفالا؟ والأهم من هذا وذاك، هل هذا الفكر سليم؟

من وجهة نظري أعتقد بأن لكل جيل أسلوبه وظروفه. فأطفالنا اليوم يعيشون حياة تختلف كل الاختلاف عن حياتنا نحن في طفولتنا. أنا شخصيا نشأت في مزارع نزوى في مكان محاط ببيوت أعمامي نلعب ونلهو ونكبر مع بعض. بعدها بدأ يختلف الزمان وتطورت الحياة وانتقلنا للعيش في حي مختلف بدون مزارع وبدون لمة الأهل. أما أطفالي اليوم فهم ينشؤون في بيئة العاصمة وفي منطقة تبعد كل البعد عن لمة العائلة وتجمعها. فالسؤال المطروح " هل أُجبر أطفالي على أن يعيشوا حياتي يصعدون للنخلة ويقلمون الأشجار و " يرقطوا (يلتقطوا) الخلال" أم أن أغير أنا من حياتي لتتناسب مع جيلهم وحياتهم وأسلوبهم لعيشوا هم حياة أفضل؟

نحن كـ آباء محتاجون للتعمق أكثر في أن هذا الزمان هو لهذا الجيل الصاعد ويجب أن نتعمق أكثر ونفهم احتياجاتهم وطريقة تفكيرهم وكيف يمكننا المحافظة على دينهم وأخلاقهم وثقافتهم ورفع مستوى الفكر لديهم من خلال أدواتهم التي يستخدمونها، ليس من خلال الأدوات التي تربينا عليها نحن قبل ما يزيد عن 30 عاماً. فلو استطعنا أن نفهمهم ونتعايش معهم سوف نجد بأنهم ليسوا أقل عن جيلنا في أي شي بل هم مختلفون عنا بما يتناسب مع جيلهم.

--:--
--:--
استمع للراديو