الوصال - سعيد البوسعيدي

هل أنت محظوظ بأن تكون محاط بعدة دوائر من الأصدقاء؟ أخذت سنوات طويلة لتصنع علاقاتبما قد يتناسب مع حاجتك لهم وحاجتهم لك؟ نعم فأنا اعتقد بأن دوائر الأصدقاء هو قرار نحن من نتخذه ونحن من نختار هذه المجموعات، قد تأخذ العملية عدة سنوات وقد تكون أيام قليلة جدا لتعرف كل شخص و إلى أي مجموعة أو دائرة ينتمى من حولك.

يقال " أخبرني من تصاحب وأخبرك من تكون" وهنا يجب أن نقف جميعا ونعيد تقييم كل من حولنا وما مدى فائدة وجودهم وبالمقابل ما مدى فائدة وجودنا معهم. فهل في البدء أنت محظوظٌ بما فيه الكفاي ليكون لديك عدة دوائر من الأصدقاء وليس مجرد دائرة واحدة؟ دائرة الأصدقاء المقربين ودائرة أصدقاء السفر وأخرى للجلسات الثقافية وأخرى فنية ومنها من يكون للترفيه فقط. هذه الدوائر تساهم بكل تأكيد في صناعة شخصيتك أفضل منك أو بصيغة أخرى يجب أن تكون وسيلة تساهم في جعلك شخصاً أفضل.

هذا الأمر ليس به أنانية بل هو لمصلحة الجميع،فكل شخص منا يرغب بأن ينعم بحياة أفضل، لذلك إذا لم تتوافق علاقتنا كيميائيًا وبشكل إيجابي للطرفين فيجب أن تنتهي ليبحث كلا منا عن دائرة أخرى أفضل وأكثر إيجابية، بعد سنين قد نكتشف بأن صديق اليوم هو مختلف عن صديق عشر سنوات سابقا وسوف يكونوا مختلفين تماما عن أصدقاء العشر سنوات القادمة. فلكل زمان ظروف واحتياجات ونحن بحاجة للتفكير فيما قد يكون استمراره مفيد وما قد يكون مجرب مضيعة للوقت والجهد والنفس.

هذا ليس تحريضا في أي شكل من الأشكال للتخلص من أصدقائكم، ولكن هي دعوة لتعملوا جميعا في استغلال دوائركم من الأصدقاء والعمل على جعلها صحبة خير وفائدة وقيمة بدلا من أن تكون سبيل دمار لكم ولمن حولكم. الدائرة التي ترمي بك للهلاك أو على الأقل لا تجني منها أي فائدة إيجابية فهي ليست دائرة أصدقاء بل هي مجرد دائرة من أصدقاء السوء، فتجنبهم.

--:--
--:--
استمع للراديو