في الآونة الأخيره ظهر كثيرا مصطلح " الاقتصاد التشاركي" وأصبح الكثير من شبابنا يعمل على تطبيق هذا التوجه العالمي الجديد في الاقتصاد لما حققه من نتائج كبيرة وملموسة في الاقتصاد، فما الاقتصاد التشاركي؟ وما الأمثلة له في السلطنة؟

يعرف الاقتصاد التشاركي عالميا على أنه نظام اقتصادي (ذو طابع اجتماعي) مستديم يقوم على مشاركة الأصول البشرية والمادية، ويشمل الإبداع والإنتاج والتوزيع والاتجار والاستهلاك التشاركي للبضائع والخدمات والمهارات بين مختلف الأفراد والمنشأت التجارية. وتأخذ تلك الأنظمة العديد من الأشكال إلا أنها تعمل في مجملها على تعزيز تقنية المعلومات من أجل تزويد الأفراد والمؤسسات الحكومية وغير الربحية بالمعلومات التي تساعد في توزيع البضائع والخدمات ومشاركتها وإعادة استغلال الطاقات المهدرة والفائضة وتوفير فرص العمل.

من هنا لو نظرنا لعدة نماذج محلية كشركة "مندوب" وشركة "OTaxi"  وشركة "رؤية الشباب". فـ"مندوب" تعمل من خلال موقع إلكتروني كحلقة وصل بين الزبون وبين الشباب أصحاب السيارات وتعتمد على استثمار طاقاتهم ووقتهم لتقديم خدمات نقل البضائع لكسب المال. فهنا نجد بأن شركة "مندوب" تدير العملية كوسيط بين الطرفين لتحقق عدة أهداف وهي الربح المباشر للشركة والربح المباشر للشاب الراغب في استثمار وقت فراغه، وتقديم خدمة منظمة لصاحب الطلب.

في "OTaxi" نجد أن الشركة تعمل على استخدام تطبيق هاتفي لربط أصحاب سيارات الأجرة من طالبي خدمات نقل الركاب. مرت هذه التجربة بالكثير من الصعوبات والتحديات بحكم أنها كانت تجربة جديدة جدا علينا في السلطنة ولكنها ساهمت اليوم في تغيير ثقافة التنقل بشكل عام وأيضا ساهمت في مشاركة الربح بين مجموعة كبيرة من أصحاب سيارات الأجرة وبين إدارة شركة "OTaxi"  والذين هم رواد أعمال شباب.

تجربة "رؤية الشباب" تأتي من جانب مختلف نوعا ما، فهي تعتمد اعتمادا كليا على استثمار طاقات الشباب ومهاراتهم وقدراتهم على نقل المعرفة والفائدة الاقتصادية للمجموعة. فنجد استغلال رؤية الشباب لخبرات الشباب المنتسبين إليها في تقديم دورات وورش واستشارات وملتقيات لنقل المعرفة والفائدة لفئة الشباب. ومن خلال ذلك تعمل على استثمار هذه التجارب بعائد مادي مباشر للشباب مقدمي الخدمات. لذلك نلاحظ كثيرا النجاح الكبير جدا لشركة "رؤية الشباب" في مجال ريادة العمل الشبابي والذي تم بناؤه على مبدئ اقتصاد المعرفة والاقتصاد التشاركي.

قد يكون مازال هنالك الكثير من التحديات والصعوبات التي تواجه هذه التجارب الشبابية المحلية، ولكننا نجد أنها تمشي في خطى مبشرة جدا لنمو الفكر الشبابي فيما يخص الاقتصاد التشاركي. فهي تساهم في وجود ربح مادي لكل الأطراف المشتركة فيه وأيضا تساهم في خلق أطر اجتماعية متعاونة ومتحدة داخل مجتمعنا. وذكر هذه النماذج ليس للحصر فهنالك الكثير من النماذج المحلية الأخرى التي يجب أن نفخر بها وندعمها ولكن الحديث هنا لدعم هذا الفكر والمساهمة في انتشاره.

--:--
--:--
استمع للراديو