:الوصال - إيناس بنت ناصر

بدأ حياته العملية بوظيفة بسيطة جدا، لم تكن دراسته وخبرته تؤهله لأن يقوم بشيء سوى تنظيف مكان المعدات وتنظيف الأنابيب في الشركة التي ألتحق بها عام 2007 م في الصحراء،ورغم ذلك لم يهزمه اليأس فإيمانه بأن لا مجال للمستحيل جعله يصل لهدفه حتى أصبح مديرا لمركز الحفريات في نفس الشركة.

فيصل البلوشي كان ضيفنا الملهم في فقرة "كيف الدوام " بصباح الوصال الذي ألهمنا بكل كلمة كان يسردها من قصته فقال " كنت أراقب الموظفين وانا أنظف المكان والأنابيت أحببت ما يقومون به كثيرا وبدأت أسأل من هم أكبر مني وأفتش في إجاباتهم عن طريقة ومخرج تجعلني ضمن فريقهم، فأجابوني : لكل مجتهد نصيب وإن كنت حقا تريد الوصول فستصل.

وشهر بعد شهر بدأ فيصل بالتدرج في عمله فبدأ يتعلم الوظائف الأخرى شغفا وحبا فقد أمضى ستة أشهر في الوظيفة الثانية أما الوظيفة الأخرى فقد كان عمله فيها مختلفا تماما فقد تطلب منه أن يحمل الأنانيب وهو على ارتفاع 38 مترا، وبعدها أصبح مساعد حفار، وهذه المهنة بالتحديد استدعته أن يكون عاكفا على كتب يدرسها ويتقن ما بها علميا وعمليا، وفي أثناء هذه الوظيفة كان يمضي فيصل وقت استراحته "النصف ساعة " في المذاكرة والاجتهاد لتعلم كل ما يخص العمل،في حين أمضى زملاؤه بالاستخفاف بقدراته فقد كانوا يرددون له : لا ترهق نفسك، من الصعب جدا أن تصل إلى ما تريده، ولم يكن من فيصل سوى أن يكون أصما أبكما تجاه هذه العبارات المحبطة، ويكمل حديثه لنا ويقول : في هذه الأثناء لم أكن اتذكر سوى عبارة أحد مسؤولي الأجانب وهو يردد لي : عليك أن تتعلم فهذه  دولتكم ستبقون أنتم وسنرحل نحن ولا وجود للمستحيل يا فيصل.

وفي آخر المقابلة وجه فصيل رسالته الصادقة لكل الشباب العماني الذي يعمل في الصحراء ويقول : هناك ما يقارب 70 % من الشباب العماني من يعملون في الصحراء ربما أغلبيتهم بلا مؤهلات دراسية، عليهم أن يعوا جيدا أن الحياة لا تتوقف عند عمر معين أوفرصة تعليمية واحدة، فهناك الكثير من الفرص التي ستحدث فارقا كبيرا في حياة أحدهم، مؤكدا أن لا حياء من تبادل المعرفة حتى لو أخذتها ممن هم أصغر منك عمرا

استلهموا من قصة فيصل واستمعوا لها من هنا

--:--
--:--
استمع للراديو