الوصال-محمد العلوي:  إلا وسعها .. الحياة من قلب زينب ومن قلوب الناس المحيطة بها ..نعيش معها تفاصيل تعايشها مع الإعاقة ، بكثير من التحديات والطموحات والإنجازات ، تسرد لنا البدايات ، ونسبر معها أغوار التحديات ، ونصعد بهمتنا وعزيمتنا مع لحظات صنعت فرحها الأكيد وهي ترويها بكل حب وأمل وحياة , عبر وصال دوت أف أم مع محمد العلوي وسميرة الفطيسية ،نتوقف أسبوعيا مع قصة من قصصها الملهمة ، تحدثنا بلسانها ، وتغمرنا بأمل حياتها المفعمة بالتقبل والإرادة ،وقد عنونت حلقتها اليوتيوبة الثانية مع فريقها العازم على نشر رسالة الحياة الأجمل بعنوان (عابر) فدعونا نسافر مع ما خطته أقلمهم من حروف متجرمة لصوت زينب .. حيث كتبوا من وحي لسانها  :

يقولون أن القناعة كنزٌ لا يفنى، لكننا أحيانا نحتاج إلى إفناءه رغما عنه؛ لنسمو بأنفسنا ونحقق نجاحاتنا التي لا نرضى بأقل منها.
- أتذكر جيدا كيف كان يغيضني أمر تأخري في الحصول على المركز الأول في حل مسائل حصة الرياضيات، فقد كنت الثاني دائما لأنني  لم أكن أكتب بنفسي بل كنت أنتظر زميلتي تُنهي حل المسألة بسرعة لتكتب لي وأُملي عليها الجواب.
جاهدتُ لأجل أن أكتب وحدي لأنني كنت أيضا أضطر إلى حفظ الدروس جميعها وقت الحصص بسبب عدم تمكني من إمساك القلم وبعد عودتي إلى البيت أمليها على أختي لتكتب لي، فكان الطريق إلى حل هذه الأزمة هو استخدام فمي في الكتابة. فنجحت بعد مئات المحاولات الفاشلة وتخلصت  بذلك من شعور النقص واكتفيتُ بالبدائل.
إن القناعة لا تكون في الرضا بواقعنا الذي نستطيع تغييره للأفضل، لا تكون في تسليمنا بالعجز رغم إمكان تحقق الاستطاعة، لا تكون القناعة في الطموحات أبدا، وأعلاها طموحُ العلم الذي يرفع أمةً بارتفاع فرد.
يحدثُ أحيانًا أن يقطع طريقك شخصٌ لا يعلم عن حروبك شيء، لا يعلم عن حجم جهادك و تعبك فيغيضك بفعل، أو يجرحك بكلمة ويمضي غير عابئ بك وبقلبك الذي خدشه أو بطموحك الذي ثبطه.
أتذكر أني كنتُ مرة منهمكةً في الكتابة في  حصة العلوم في المختبر وقد كان تعبي كبيرا بعدها فخرجتُ بعد الحصة ولم أنتبه على أني نسيت القلم في فمي فمرّت إحدى المعلمات التي لم تبالِ بكلمتها حين قالت:" زينب عيب تتركي القلم في فمك" !
كسرت كلمتها طموحي حين لم تدرك أني أكسر ظهري و رقبتي متى ما انحنيت لأكتب بفمي. توقفتُ عن الكتابة ثم فكرت بعد ذلك بأنها شخص عابر لن يؤثر في حياتي فلا أتركها تؤثر بأهم احتياجاتي في مشوار الدراسة فعُدت للكتابة بأُذنٍ صماء عن كلام العابرين.
 تأتِ الحواجز والموانع في حياتنا دائما، لا لنتوقف عندها و نرضى بها حدًّا للطريق الذي نسيره، بل لتختبر عِنادنا و نضالنا لأجل اجتماعنا بحلمنا و شغفنا الدائم، لأجل أن نحقق القناعةَ بإنجاز الأهداف التي تستنفد قدراتِنا الداخلية لا القناعةَ التي تُبقينا ملتهبين على جمرِ الطاقة غير المستغلة و الزهد في الأحلام العظيمة. (.) ونترككم مع  زينب الحراصية صوت وصورة ..لنعود الأسبوع القادم مع قصة جديدة من قصصها الملهمة ..صوتيا عبر برنامجنا وصال دوت أف أم ...ومرئيا وحرفيا عبر صفحاتنا المختلفة ..:
https://youtu.be/zWLVsNH1LZ0
--:--
--:--
استمع للراديو