الوصال - سعيد البوسعيدي

في واقعِ الأمر لم تكن أنومي هي الملهم أو السبب الأساسي في كتابة هذا المقال، ولكنها كانت الشعلة التي أطلقت تراكمات الحديث عن موضوع نشر البهجة والفرح في شبكات التواصل الاجتماعي. وخلال تواصلي مع أحد الأصدقاء – والذي هو صاحب السنورة أنومي – كنت أشجعه للاستمرار في الحساب الجديد الذي أنشأه لنشر حياة أنومي وتجاربها اليومية مع الناس. وكان محور الحديث بأن الناس الآن تبحث عن البهجة والسعادة وكل محتوى قد يبعث لهم الفرح.

قبل ذلك بيوم واحد كنت على تواصل أيضا مع أحد أشهر الإعلاميات في السلطنة والتي أعتبرها من أكثر مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي نشرًا للطاقة الإيجابية والبهجة والفرح، والتي كانت تتحدث عن انتقاد البعض لها لتغطيتها اليومية لزيارة الصالونات والمطاعم والأعراس وغيرها من الفعاليات الاجتماعية " المفرحة والمبهجة". بالنسبة لها – واتفق جدا معها – تحدثت عن أنها كثيرة الانشغال بوظيفتها ومنزلها وأطفالها، ومع ذلك هي تنشر اللحظات التي من الممكن مشاركتها مع الناس فقط وتبعث لهم البهجة وتقدم لهم المفيد بعيدا عن نشرها لشؤونها الخاصة والعائلية وما قد يعكر لها صفوها.

بالنسبة لي شخصيا، أواجه الكثير من الناس الذين يتواصلون معي في شبكات التواصل الاجتماعي أو من خلال اللقاء المباشر والذين يعلقون " ياخي نته مرتاح ما عندك هموم في حياتك !!" غالبا ما أستقبل مثل هذه العبارة بابتسامة عريضة جدا وأرد " الحمد لله رب العالمين هذي نعمه". ومع ذلك فأنا أيضا بكوني إنسانًا فلدي الكثير من الهموم والمشاكل والصعوبات في حياتي المهنية والعائلية والاجتماعية، فهذا هو الوضع الطبيعي لي كإنسان، ومع ذلك فأنا أختار دوما أن أنشر أجمل اللحظات وأسعدها بما يحافظ على خصوصياتي أيضا. هذه اللحظات الجميلة في شبكات التواصل الاجتماعي تبقى كأرشيف لي ولعائلتي في المستقبل. فالتذكير اليومي الذي يظهر لي في FaceBook  أو ذكريات ال Snapchat  أو حتى ذكريات أستوديو الهاتف، جميعها تضم لحظات جميلة في حياتي ودوما ما تكون مصدر طاقة لي في أحلك الأوقات.

لذلك، نحن من يختار هل نبحث عن البهجة والفرح ونعمل على حفظها في أرشيف منشوراتنا أم نختار الهم والنكد والحديث السلبي الذي لا يغني ولا يسمن من جوع! هذا قرار لكل فرد منكم الحق في اختياره وليس لي الحق في فرضه عليكم، ولكن أيضا لا يحق لأي شخص آخر أن يفرض نوعية المحتوى علي أو على الإعلامية أو على صاحب السنورة أنومي!

--:--
--:--
استمع للراديو