الوصال - سعيد  البوسعيدي

   طفل في مرحلة التعليم المتوسطة يتصل وهو بحالة خوف وذعر لأخيه ويخبره بأن هنالك فتاة تبتزه عبر الهاتف تطلب منه بالغ مادية وإلا ستنشر الصورة التي قام هو بمشاركتها لها دون وعي أو دراية بخطورة مشاركة مثل هذه المعلومات. ( قصة واقعية).

طفلة بعد أن اغتصبها أحد أقاربها ما يقارب 3 مرات بسبب تهديده لها بنشر صورها التي وصلت له بطريق غير مباشرة من هاتفها، تلجئ لأهلها وترفع دعوى قضائية ضد الشاب المبتز. ( قصة واقعية).

 طفل يلعب بهاتف أمه وينقل أخته من مدرستها إلى مدرسة أخرى في محافظة بعيده بعد أن أدخل الرقم السري لهاتف أمه وتصفح موقع البوابة التعليمية لوزارة التربية. وتطلب جهد كبير جدا لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة قيد أخته لمدرستها. ( قصة واقعية))

ثلاث قصص قصيرة جدا وحقيقية في مدى خطورة وجود الهاتف بين يدي طفل بدون رقابة أو متابعة أسرية. قد يتساهل البعض وقد يعتقد بأن للطفل الحق بأن يواكب العصر ويحصل على الهاتف. ولكن هل فعلا الطفل في المدرسة بحاجة لهاتف! ولو وصل لعمر كافي من المعرفة لاستخدام الهاتف، فما هو دور الأسرة في توعيته والاشراف على استخدامه له!

أعتقد بأننا جميعا يجب أن نفكر مليون مرة قبل أن يصل الهاتف ليدين الطفل، إن كان هاتف الوالدين أو الأقارب أو حتى هاتف شخصي للطفل. فهنالك الكثير من القصص الحقيقية التي نسمع عنها يوميا عن قضايا الأطفال والهواتف: ابتزاز، اغتصاب، وحتى قتل. جميعنا لا نعلم متى سوف يكون الدور لنا ولأبنائنا لو أهملناهم.

فما يجب علينا كأولياء أمور هو تثقيف أنفسنا وابنائنا في كيفية التعامل الصحيح مع الهاتف وضمان خصوصيته. وهنالك الكثير من التطبيقات الذكية التي يستطيع من خلالها ولي الأمر مراقبة وإدارة جهازه الشخصي عن متناول الأطفال وأيضا لمراقبة وإدارة هواتف الأطفال لو لزم الأمر وجودها معهم لأغراض التعليم. فبادروا في حماية أطفالكم، قبل أن تصلكم كارثة!

--:--
--:--
استمع للراديو