الوصال- خلفان الطوقي لا يختلف إثنان أن السلطنة هي بلد السلام والتسامح والتعايش السلمي داخليا فيما بين أطياف عمان، وخارجيا وذلك من خلال علاقاتها الدولية المبنية على الاحترام والسلام، فمعروف دور عمان الدولي في القيام بعشرات المبادرات التي تجمع الجميع على طاولة الحوار والدبلوماسية ولا تفرق، ومن أشهر هذه المبادرات مبادرة (٥ + ١) المعنية بالاتفاق التاريخي بين مجموعة الخمس الكبار وجمهورية إيران الإسلامية، بالإضافة إلى أدوارها الدبلوماسية التي لا تعدى ولا تحصى بدون ضجيج او فرقعات إعلامية، فمنذ نعومة العصر الحديث للسلطنة خرج مولانا السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه وأطال في عمره - بمقولة شهيرة قالها قبل ٢٤ عاما من الان، وهي ما زالت عالقة في أذهان الشعب العماني وهي: "انني اريد أن انظر إلى خريطة العالم ولا أجد بلدا لا تربطه صداقة بعمان" هذه المقولة القابوسية الراسخة بالإضافة إلى المبادرات العمانية الكثيرة في نشر روح السلام والألفة والصداقة بين شعوب العالم وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الرحلة البحرية لشباب عمان ١ و ٢ التي بدأت في بداية السبعينات وآخرها الرحلة إلى عواصم أوروبا التي بدأت في ١٦ أبريل من هذا العام، ورسالة الإسلام من عمان التي وصلت إلى عشرات الدول وشاركت بأهم العواصم العالمية ووصلت إلى اعرق المراكز العالمية منها مبنى الأمم المتحدة في نيويورك وغيرها من المراكز السياسية والثقافية في الدول التي طافت بها هذه المبادرة، وكما ذكرت أنه هناك عشرات المبادرات التي لا تتسع مقالة واحدة أن تستوعبها. هذه المقدمة كانت ضرورية لمعرفة ان الجواز العماني ما زال يحتل المركز رقم (٦٧) فيما بين (١٨٩) دولة بناء على تقرير مؤسسة Henley & Partners passport Index المعتمدة من اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، وعمان هي الدولة قبل الأخيرة خليجيا في هذا المؤشر ، وحسب المؤشر فإن جوازنا العماني يتيح لنا السفر إلى "٧٧" دولة فقط بدون إصدار تأشيرة، بينما الدولة الأولى في الخليج يتاح لمواطنيها السفر إلى ١٦٧ دولة، اي ان الفرق بيننا وبين اول دولة خليجية عدد "٩٠" دولة، والسعة في المراكز بيننا وبينهم ٤٧ مركزا، حسب مؤشر هذا العام لعدد "١٨٩" دولة حول العالم، والمفاجأة تكون حين تطالع الجدول وتجد دولا صغيرة او غير مشهورة تتفوق على بلدا عظيما مثل عمان. فمن كل النواحي تجد السلطنة حاضرة، فمن الناحية التاريخية، فانك تتحدث عن بلد عريق نشأته كانت منذ ٥٠٠٠ عاما، أما بالنسبة للعصر الحديث، فستجد سفيرنا العماني الشيخ أحمد بن النعمان الكعبي هو أول سفير عربي وطت قدماه الولايات المتحدة في عام ١٨٤٠م ووقعنا مع الولايات المتحدة عدة اتفاقيات دبلوماسية، ومن الناحية الأمنية فإن عمان هي رقم "١" لخلوها من عمليات الإرهاب حسب تقيم المنتدى العالمي التنافسية حسب تقيم العام الماضي ٢٠١٨م، أما من الناحية الاقتصادية فانني واثق أن السلطنة أفضل بكثير من الأوضاع الاقتصادية لمعظم الدول التي تتصدر خاصة الدول التي تقع بين ٤٠ الى ٦٠ في جدول المؤشر، أما من الناحية السياسية، فلا أحد يمكن أن يشكك على استقرارها الداخلي، ومبادراتها الدبلوماسية الدولية السلمية المستمرة التي لا تتوقف رغم أنها تقع في وسط لهيب إقليمي الذي يمكن أن يوظف لصالحها، بالإضافة إلى المبادرات الرائدة على مستوى العالم الداعية للسلام الشامل والعيش المشترك والحوار المتبادل المحمل بالقيم الإنسانية السامية، أضف إلى ذلك عضوياتها المتعددة والتزامها بكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية وتسديد التزاماتها المالية وغيرها من التزامات. الا تتفقون معي بأن الجواز العماني يستحق أن يكون أفضل من هذا المركز، فبالرغم اننا نفرح بعد كل اتفاقية مشتركة للجوازات الدبلوماسية والخاصة، إلا أن فرحتنا ستزيد إذا شملت المواطن ايضا، وبالرغم من ثقتنا بأن وزارة الخارجية قدمت طلبات رسمية لبعض الدول، لكن ذلك لا يكفي، ونقترح تشكيل "فريق عمل دبلوماسي مفاوض ومؤهل" يتابع ويبرز الإمكانيات والقدرات العمانية وتسويقها ليتمكن من الحصول على انتصارات ليس هدفها تعديل ترتيب عمان في هذا الجدول او ذاك، ولكن لأن عمان والعماني يستحقون أن يكونوا في المقدمة، ولا يوجد سبب الا أن يكونوا كذلك.

--:--
--:--
استمع للراديو