الوصال- سالم العمري

في هذا اليوم الثالث والعشرين من مارس من المفترض أن يذهب ثلاثون بالمئة فقط من موظفي الجهات الحكومية إلى مقر العمل بينما يبقى سبعون بالمئة في بيوتهم، الثلاثون بالمئة هم من يقومون بالأعمال الأساسية، هل هم العصب الأهم لتلك الوزارة أو الهيئة الحكومية ؟ إذن فماذا يعتبر الباقون؟!

لا شك أن السلامة هي الأهم والأولى للجميع وهنا أؤكد أن قرارات اللجنة العليا المكلفة بمتابعة فيروس "كورونا" وتدرجها مهم جدا وخطواتها مدروسة بعناية وتؤتي ثمارها لكن موضوعنا هنا هو التفكير بصوت عال مما يدور في خلد البعض والذين يظهر في سؤالهم:

هل أنت من السبعين بالمئة الذين قيل لهم ابقوا في البيت وتسأل هل دوري أقل؟ أم أنك سعيد لعدم استدعائك للعمل؟!

أم أنت من الثلاثين بالمئة وتشعر بالفخر بأنك ممن لا يستغنى عنه في العمل ؟ أم كنت تتمنى البقاء في البيت؟

ومع أن التكنولوجيا ومدى إمكانية العمل عن بُعد من العوامل المؤثرة في الإجابة ومع أن الناظر للوهلة الأولى قد يرى أن الأمر أبسط بكثير لكن الإجابات على الأسئلة أعلاه قد تتعقد عندما تبحث فيها بعمق وقد تصبح هذه الأسئلة سابحة في أذهان الكثيرين وتبدو إجاباتها معقدة غاية التعقيد وشبيهة بالبحث عن إجابة كإجابة لسؤال طرحه الصحفي البريطاني نيك روبنسون ذات مرة وهنا أسرد لكم القصة:

ترشح لرئاسة حزب العمال البريطاني شقيقان هما "ديفيد ميلباند" و "ايد ميلباند" وبعد إعلان النتائج بفوز "ايد" على شقيقه ختم الصحفي نيك روبنسون أحد تقاريره التلفزيونية على البي بي سي بالعبارة التالية :

"إن مسألة رئاسة حزب العمال قد حسمت وفاز ايد ميلباند على أخيه ديفيد ميلباند لكن يظل سؤال مهم يا ترى ؛هل أمهما سعيدة أكثر لفوز أيد بالرئاسة أم حزينة أكثر لخسارة ديفيد؟"

وأعتقد أن البعض قد يستشعر أن الإجابات تظل حائرة عند الثلاثين بالمئة ما إذا كانوا يشعرون بالفخر لاختيارهم للعمل أم كانوا يفضلون البقاء في البيت.

وربما قد يرون أن الإجابة أكثر صعوبة عند السبعين بالمئة فيما إذا كان دورهم أقل أم أنهم سعداء لعدم استدعائهم للذهاب لمقار العمل.

لكن الإجابة الشافية التي يجب أن نركز عليها جميعا، أننا كلنا اليوم نؤدي أدوارنا في خدمة عمان في هذا الوقت الصعب وكلنا نساهم بما طلب منه فتحية لكل من التزم في تنفيذ ما طلب منه سواء بأن يكون في مقرعمله أو أن يظل في بيته.

حماكم الله جميعا!

--:--
--:--
استمع للراديو