جرس الإنذار

الوصال- محمد نعيم طاهر


دقّ فيروس كوفيد 19جرس إنذارٍ متعدد الاتجاهات ونجح في خلخلة بنية بعض الدول ، فيما هزّ المنظومة الصحية في أكثر من بلد ..ورغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بدء هجومه ، وسماع رنين جرس إنذاره ..إلا أنه مايزال يشكل مفاجأة ، ولايزال يمتلك ميزة الصدمة المتصاعدة ..ولعل السبب وراء ذلك أن ( كوفيد 19 ) لازال الفيروس الغامض ومحاولات القضاء عليه قد تبدو بعيدة نسبيا ..لذلك لجأت غالبية الدول إلى نظرية الإحتواء لمحاولة الحد من انتشاره ومن ثم تبيان ماهيته ..وهذه الأخيرة ( الماهية )ربما باتت معروفة بنسبة كبيرة في أغلب مختبرات الأبحاث التي تعمل جاهدة لإيجاد آلية طبية / دوائية لوقف انتشاره أو ردعه أولا ثم الإنتقال نحو إيجاد لقاح ناجع يقضي عليه حالا ومستقبلا ..
جرس الإنذار الذي قرعه بشكل صادم فيروس كورونا المستجد ، وجد آذان صاغية عند البعض وآذان من مايشبه العجين عند البعض الاخر ..من سمع بوضوح إنذار فيروس كورونا المستجد إضطر لاتخاذ إجراءات صارمة وصلت في بعض الأحيان لحدود " انتهاك الحقوق " الفردية ، وتعامل بالسرعة نفسها التي يتحرك فيه الفيروس ، ونجح في وقفه عند حدود الاحتواء النسبي. …البعض الآخر سمع الإنذار من زاوية المصلحة والمنفعة المادية ، فتنقل بين " مناعة القطيع " و"العقار" الخاص بمكافحة الملاريا ! في محاولة فاشلة لتحقيق نوع من التوازن بين إستمرار الربح والصحة معا !!!
وبين الربح المادي أو المصلحة المادية النفعية من جهة ، والصحة العامة وسلامة البشر من جهة ثانية ، يقف الاحتكار في الوسط ..احتكار كل شيء ممكن في أجواء هذا الوباء ..احتكار واضح ومعلن وحقيقي ، يتحين الفرصة كعادته دوما ، ولكن الفرصة في هذه الحالة تعني شيئا واحدا ..الاستثمار في الموت ..!!
غداً ..حلفاء كورونا

--:--
--:--
استمع للراديو