إنه ينثر الهدوء ..

الوصال- محمد نعيم طاهر


الهدوء والحكمة صفتان متلازمتان هنا . جئت لعمان ، هذا البلد الطيب والجميل لأول مرة في العام 1990 ، كانت عمان بالنسبة لي ، صورة هذه الخارطة في مادة الجغرافيا في الصف الأول الثانوي في منتصف السبعينات من القرن الماضي،أذكر الآن أنها كانت خارطة مليئة بالتفاصيل ..
وعمان في العام 1990 هي غيرها في العام 1970 وغيرها اليوم بكل تأكيد ..كنت هنا قبل منتصف مسيرة النهضة المباركة التي قادها بكل شجاعة وحكمة جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه … المسيرة في منتصفها كانت علامة بارزة على الانتقال الحقيقي الذي حدث في كل شيء تقريبا ..وعمّ كل شيء ..
منذ ذلك الوقت لم يتغير ( بالنسبة لي ) الهدوء الذي كان يشكل فضاء عمان ..ودائما ما كان يلفتني .. هدوء في كل مكان ..في السياسة عمان هادئة ، وفي الاقتصاد ، في التنمية والتطور ، وفي الاستفادة من كل جديد ، وعندما كان إنجاز ما يكتمل ،كان الهدوء نفسه الذي يتكلم ..لا ضوضاء ولاصخب ولا تضخيم إعلامي ..
إنها مدرسة قابوس ..قمة في الرؤية الواقعية للأمور وتحليل للمعطيات في غاية الدقة والمصداقية ..تخصص متفرد في الهدوء ..نهجاً وممارسة ..
إحدى مزايا جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه ..أنه الأول في هذه المدرسة والمتفوق في جميع مناهجها ..إنه ينثر الهدوء ..
سلاحه في زمن كورونا وبعده ،سيبقى الهدوء ، وأولويته ،نثر الهدوء في حاضر ومستقبل عمان.
كونوا خير حماة لعمان ..وحافظوا على هذا البلد الجميل ..خاصة في هذه الأيام الصعبة .
غدا ..الحكمة والهدوء

--:--
--:--
استمع للراديو