الحكمة والهدوء

الوصال- محمد نعيم طاهر
يستمر فيروس كورونا المستجد بفرض سطوته حول العالم ويزداد تفشيه بسرعة قياسية ويمتد كما تمتد النار في الهشيم ، سرعة تتجاوز المساعي المبذولة لضبطه ومحاولة احتواءه ، وكلما ازداد تفشي هذا الفيروس ، ازدادت أهمية الحكمة والهدوء بالتعامل معه بشكل مسبق ..
اللجنة العليا المكلفة ببحث آليات التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا ( كوفيد 19 ) في السلطنة تعمل بمبدأي الحكمة والهدوء ، منذ أول إجتماع لها كان واضحا حضور هذين المبدأين ، وضعت أمامها الصورة بكل تفاصيلها وبدأت برسم خطوط التعامل والأولويات ..وكانت توصياتها دائما استباقية تحاول اتخاذ الموقف المناسب لما يمكن أن يأتي وبالشكل الذي يمكّن الآليات التنفيذية من أداء عملها بالشكل المطلوب وفي الزمن المناسب .
إجتماعات اللجنة المتتالية وتوصياتها المتدرجة ، ووضوح وجاهزية آليات التنفيذ ، أوصلتنا إلى ما نحن عليه ، من أرقام في عدد المصابين بهذا الفيروس تكاد لاتذكر أمام أرقام غيرنا ، وهذه نتيجة جيدة حتى الآن ..وفي إطار من الهدوء والحكمة الواضحين .
لكن لفيروس كورونا المستجد رأي آخر اليوم ، فمع تجاوز ما يمكن تسميته بالمرحلة الأولى لمواجهته والتي تتضمن وسائل الحماية العادية من غسل اليدين بالماء والصابون جيدا ، وعدم المخالطة على كافة المستويات ، والتباعد المكاني ، فإن المرحلة الثانية والتي نحن فيها الآن والتي يمكن تسميتها بالكشف عن الإصابات وحصرها ، تحتاج لنفس الحكمة والهدوء من اللجنة المعنية لكن بصرامة أشد قليلا لجهة التطبيق ..خاصة مع بدء توافد العديد ممن كانوا خارج السلطنة خلال الأسبوعين الماضيين ..والذين تجب مراقبة حالتهم الصحية ومتابعتها جيدا.

ويبقى عمل هذه اللجنة بحاجة لدعم الجميع ، عن طريق التطبيق الحرفي لتوصياتها ، وأن نكون جميعا عوناً لها في مهمتها الصعبة ..
شكرا لحكمة اللجنة المعنية وهدوءها ..ونجاحها حتى الآن بالمهمات التي كلفت بها ..لأن الآتي أخطر ..والاستعداد لمواجهته يجب أن يكون بمستوى خطورته التي تتصاعد .
غدا ..كورونا في السياسة

--:--
--:--
استمع للراديو