يتشاركون أم يتنافسون ؟

الوصال- محمد نعيم طاهر


مع موعد نشر هذه الكلمات ربما يكون فيروس " كوفيد 19 " طرق أبواب المليون إصابة حول العالم ، مع دخول الكثير من بقاع الكرة الأرضية ما يمكن تسميته ب " ذروة " نشاط الفيروس عبر تنقله السريع ، خاصة في الدول التي تأخرت في تطبيق العزل بشكل عام ، والتي سبقها الفيروس في الانتشار الجمعي ..ويمكن ببساطة القول أن العالم اليوم في مرحلة " النقل المجتمعي " للفيروس وهو مايعني انتشاراً مذهلاً ، مع توقع إصابات مرتفعة جدا ..وطبعا وفيات ..
في مواجهة هذا الفيروس ، تُبذل الجهود بكافة الاتجاهات ، ويبدو واضحا بروز أهم اتجاه حاليا وهو السباق الذي تشهده العديد من المختبرات الطبية ومراكز الأبحاث حول العالم للوصول إلى علاج فعال للحد من استمرار انتشار الفيروس ، للانتقال بعدها ( بشيء من الهدوء ) نحو إيجاد اللقاح الفعّال ..
ومن المهم جدا في ما يبذل من جهود ، الابتعاد عن " الألعاب السياسية " وفق تعبير الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش يوم أمس .
العالم اليوم الذي يتحد شيئا فشيئا في مواجهة الفيروس القاتل بإعتبار أن المصيبة واحدة ، مدعو من خلال قادته للاستجابة والتشارك وعدم التنافس ، وهو مايجب أن يتم في المختبرات ومراكز الأبحاث ، للوصول بسرعة إلى إيجاد العلاج المناسب ..
أرجو ألا يكون الكلام السابق مجرد تمنيات ، وأن لايسمح الحكماء وأصحاب العقول الكبيرة أن تتحول الحرب على "كوفيد 19 " لساحة تنافس واحتكار واستغلال لصالح المراكز التقليدية التي كانت حتى وقت قريب تتحكم بمصائر الشعوب ..استغلال يطال وسائل العلاج البسيطة في مواجهة " كوفيد 19 " مثل الكمّامات أو المعقّمات أو أجهزة الفحص أو أجهزة التنفس الاصطناعي ..فليس من الإنسانية بشيء أن نفكر قبل استخدام أي وسيلة مما ذكر ، كم سنربح وكم سنجني من أموال ..والعالم في مواجهة هذه الجائحة ..
العالم اليوم أمام مفترق الطريق : يتشارك الجميع نربح الحياة ..يتنافس الجميع نخسر الحياة ..
غدا ..أن تصل متأخراً …

--:--
--:--
استمع للراديو