نحن وكورونا ( 19 )

التحدي الصعب

الوصال- محمد نعيم طاهر

التحدي الأصعب في مواجهتنا لفيروس كورونا المستجد " كوفيد 19" يبدأ اليوم، أو هو بدأ فعلياً أمس مع البدء بإجراء الفحص والتشخيص في ولاية مطرح التي تم عزلها منذ فترة ..والبيانات اليومية التي تصدرها وزارة الصحة حول الجديد في عدد الإصابات أو الوفيات أو التعافي من " كوفيد 19 " تشير حتى الآن إلى زيادة في عدد إصابات الوافدين عنها لدى العمانيين ، وهو أمر طبيعي سببه الظروف الخاصة بكلا الطرفين ..والاجراءات التي تجري حاليا في ولاية مطرح من فحوصات وتشخيص تسير في إتجاه تحديد بؤر الفيروس للحد من انتشاره..
لماذا هو التحدي الأصعب ؟ لأن المعركة فعليا الآن تجري بين توقع وجود إصابات بالمئات وقدرة المنظومة الصحية على التعامل معها، ووفقا للمعادلة التي أوضحها وزير الصحة ..فإن حالة التدرج التي انتهجتها المنظومة الصحية في السلطنة بإسناد من الجهات كافة ، كانت تعمل على تحقيق قدر من التوازن بين انتشار الفيروس وتراكم الإصابات وبين قدرات المنظومة الصحية الفعلية ..
أسئلة وإجابات التحدي الصعب القادم كانت حاضرة في الكلام الواضح للوزير المختص في المؤتمر الصحفي الأخير ..حيث سيكشف الفحص العام الذي بدأ بالأمس عن قياس مدى انتشار الفيروس والخطوة الأولى هي ولاية مطرح ، وربما تكشف الأيام عن أماكن ثانية في محافظة مسقط ..بإعتبارها المحافظة التي مازالت تتصدر عدّاد الإصابات ..
وفي إطار هذه المواجهة الصعبة ، ورغم التحدي الكبير فقد جددت السلطنة حضورها الإنساني في الملمات والشدائد حيث وجّه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان حفظه الله ورعاه أوامره السامية بعلاج مصابي الفيروس من عمانيين ووافدين بالمجان ، توجيهات المقام السامي تم ترجمتها عمليا مباشرة بإعلان وزارة الصحة أمس بدعوة جميع المقيمين في السلطنة للمبادرة وإجراء فحص عام للكشف عن فيروس كورونا " كوفيد 19" ، حيث سيحصلون على العلاج مجاناً دون النظر إلى أحوال إقامتهم ..
المسؤولية الآن تقع على عاتقنا جميعاً أن نلتزم البقاء في البيوت خاصة خلال الأسبوعين القادمين ..حتى يتاح للمنظومة الصحية رسم خارطة هذا الفيروس المراوغ بوضوح ..
غداً ..أن نخاف !!