أن نخاف !!

الوصال- محمد نعيم طاهر


أن نخاف من كورونا وسلالته المتجددة " كوفيد 19" أمر طبيعي جداً ..اللاطبيعي أن لانخاف. هكذا الأمر ببساطته ، يشكّل الوباء الذي مازال يجتاح العالم ويخلف وفيات وإصابات حالة من الهلع والخوف والذعر ومعها القلق وإخوانه ، وهذا رد فعل طبيعي للكائن البشري في مواجهة أي خطر يتربص به أو يقترب منه ..
الخطورة في مواجهة هذه الجائحة أن يتغلب الخوف علينا فيصبح أخطر من الوباء نفسه ..لن أدخل كثيراً في تفاصيل علم الاجتماع أو التحليل النفسي ، وأفضل ألا أنظّر كثيرا ..فالحالة تستدعي الخوف ، لكنه الخوف الإيجابي ( ثمة عبارة مثل تلك في علم النفس ) بمعنى أن نتعامل مع الخوف من هذا الوباء بالحذر والحرص والتنبه ، بمعنى نخاف لنحذر ..ونخاف لنكون أكثر حرصاً ، ونخاف لتركيز الانتباه أكثر ..كل ماسبق لن يلغي الخوف لكنه لن يسمح له بأن يسيطر على أفعالنا أو ردات فعلنا ..
شخصيا أشعر بالخوف كل يوم ..يرافقني هذا الشعور مع مررو ساعات اليوم الواحد ويتكرر ويستمر ، ويزداد عندما أضطر للخروج من المنزل قاصدا مركزا تجاريا لتبضع بعض الضروريات من غذاء وغيره ..سيناريو الخوف يلازمني في الطريق الفارغ ..وفي المركز التجاري الذي يكاد يخلو من الناس ..وفي جولتي يتركز الخوف في عقلي من خلال تذكر إرشادات الوقاية ..التباعد المكاني قدر الإمكان مع الآخرين ممن يشترون حاجياتهم ..ومراقبة الآخرين ..وتوقع – مثلا – أن يعطس أحدهم فجأة أمامي أو يسعل بشكل مفاجىء ..الحرص قدر الإمكان ألا أستخدم اليدين والأصابع كأن أدفع عربة المشتريات بساعدي مثلا ..إختيار المسارات الأبعد عن الآخرين والفارغة ..ألمح صديقاً فأحييه من بعيد وأشير إليه أن يبقى في مكانه وأبقى أنا في مكاني ..يحصل بين وبينه سلام إيمائي يرسل مشاعرنا المشتركة في تلك اللحظة لتتلاقى في فضاء المكان ..ولا أنسى بين الفينة والأخرى أن أختبر خوفي فأراقب من يلتزم بالارشادات مثلي وبين من لايلتزم لكي أتهيأ !!
أغادر المكان بنفس حالة التسلل التي دخلت فيها ..ولا أنسى خوفي ..أبقيه معي في السيارة وفي الشوارع الفارغة وفي المنزل ..أخاف لكي أبقى منتبها دائما ..هكذا يمكن أن نتغلب على الخوف ..بعض علماء النفس ينصح بممارسة الضحك وبعضهم ينصح بالحب ..نعم يمكن أن نضحك ونحب ونفرح..ونغني .. ونرقص التانجو مع الخوف !!!
غدا …في البيت

--:--
--:--
استمع للراديو