في البيت

الوصال - محمد نعيم طاهر

لست وحدي في البيت ، ولست وحدك أيضاً ، فيروس كورونا المستجد " كوفيد 19" يحجر حاليا أكثر من أربعة مليارات من ساكني الكرة الأرضية في المنازل ..وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية .. هذه بداية جيدة لنستطيع جميعا استيعاب الحالة التي نحن فيها حاليا : أن نبقى في البيت لتحقيق العزلة المطلوبة للوقاية من شرور الفيروس .. نحن في البيت حاليا ..والقرار ليس لنا ، هنا يمكن أن نتخيل لو أن قرار البقاء في البيت بيدنا لكانت الكثير من الأمور تغيرت ، لذلك تم مصارحتنا منذ البداية بأن البقاء في البيت هو حالة من العزل ، وأسلوب من أساليب الحجر ..طوعي كان أو إجباري والهدف وقائي بحت ..بصراحة أكثر نحن في البيوت ننفذ مهمة محددة .. لنتذكر معاً : لو كانت الظروف طبيعية ، فإن هذا الفضاء الحر بعيداً عن العمل أو أية التزامات أخرى هو هدف رائع نسعى إليه وأحد الأماني المستمرة يوميا . لكننا اليوم في البيت وفي الحجر أو العزل ..ماذا نفعل ؟ لا أميل كثيرا لتوجيه النصائح ، عن كيف نقضي أوقاتا وماذا نفعل للاستفادة من هذا الوضع !! أميل أكثر للرأي القائل بأن نفعل ما نحب بالطريقة التي نحبها ..فإذا كان ابني المنقطع عن المدرسة بسبب الوباء ، لايرغب في الدراسة في البيت ، فلن أجبره بالعكس تماما أميل لتشجيعه للانشغال بالأمور التي يحبها ..هذا رأي شخصي وقد لايتفق معه الكثيرون .. مشكلتنا في البيت أننا تحت ضغوط كثيرة مما يجري حولنا في العالم ، وننتظر جواباً لسؤال : متى ينتهي كل هذا ؟ لذلك يرافقنا القلق كيفما اتجهنا .. والقلق يثقل الروح والقلب ..والوقت . النقطة الأساسية في حالة البشرية اليوم ، هي الوقت وكيف يمكن أن يمر دون أن يضغط علينا وينحو بنا نحو حالات نفسية نحن في غنى عنها ..سألني صديق منذ فترة عن الحالة وكيف أقاوم الملل ، فقلت له : أقاوم الملل بإزعاج الملل !! أنا أفعل ما أحب ، وأنتم يمكنكم فعل ذلك .. غدا .. البيت .. بلا تواصل اجتماعي!

--:--
--:--
استمع للراديو