البيت .. بلا تواصل اجتماعي!

الوصال- محمد نعيم طاهر

ساعدت وسائل التواصل الإجتماعي كثيرا في حالة الحجر المنزلي التي يعيشها ثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية ..ويمكن ببساطة القول أن الحالة كانت ستكون وخيمة جدا بغياب وسائل التواصل الإجتماعي عن البيوت خلال جائحة " كوفيد 19 " الحالية ..ومن المصادفات الطيبة أن الفيروس الخبيث اختار أن يأتي في ذروة النضوج التقني على أكثر من صعيد ، وخاصة وسائل التواصل الحديثة من أجهزة الهاتف الذكية وفوق الذكية وأخواتها وأولاد عمها ..ومن وراءها الخادمات الضخمة والمشغلات المتطورة ..والحواسيب ذات السعات الهائلة ..ومع ذلك فإن مقارنة اليوم بالأمس لاتبدو موضوعية ، حيث لكل زمان ظروفه وواقعه المتغير .. من حيث لايدري عزز " كوفيد 19 " من مجد وسائل التواصل الإجتماعي ، وباتت الأخيرة القائد الفعلي لحركة الدول والمجتمعات كل لحظة ..وفي البيت أصبحت الكلمة الأولى والأخيرة لها .. وتجاوزت بفعل الظرف الطارىء ..جميع وسائل الاتصال المعروفة ..وأدواتها ... جميعنا الآن في المنازل ..ماذا نفعل ؟ لاتفارق أدوات الاتصال أيدينا من الصباح وحتى المساء ، من لحظة الاستيقاظ وحتى لحظة الذهاب للنوم ..نتابع أولا أخبار الفيروس وأرقامه الجديدة .. ثم نبحر دون توقف في عوالم مختلفة على شبكة المعلومات الدولية ..كل يختار ما يحب ، دون إغفال أذرع التواصل الرئيسية من " واتس " و" فيسبوك " وغيرها ..حيث من خلالها يمر الوقت الثقيل سريعاً .. ببساطة لايمكن تخيل البيت في حالة الوباء دون وسائل التواصل الإجتماعي ..وبالضرورة لايمكن تصور ما هو خارج البيت أيضا من دون هذه الوسائل ..نظرا للخدمات الكبيرة والمهمات الهائلة التي باتت الشبكة العنكبوتية تقدمها ..خلال الجائحة ..والأمثلة هنا في عمان كثيرة .. بعد زوال هذه الجائحة سنكتشف أننا استفدنا كثيرا وتقدمنا في أكثر من مجال في البيت وخارجه، ونكاد نصل لقناعة أن شبكات التواصل قد اقتربت كثيرا من أهمية وفعالية المنظومة الصحية ..لكن تبقى الخشية قائمة من " جشع " الأولى .. نعم جشع ولا أشعر أن الكلمة قاسية ..حيث كانت هذه الشبكات "الإبن المدلل" لنظام العولمة قبل الوباء .. فهل سيستمر ذلك بعد زوال الوباء ..؟سؤال للقادم من الأيام ..! غداً ..الأمن الصحي

--:--
--:--
استمع للراديو