هل سيتغير شيء ؟

الوصال- محمد نعيم طاهر

يتسارع نشاط " كوفيد 19 " حول العالم ، تجاوزنا المليونين إصابة حول العالم ونقترب من 150 ألف وفاة ، والعالم يراقب وينتظر إنجازاً ما يوقف هذا الانتشار الأعمى للفيروس ..ومع الانتظار تتراكم التحليلات والتوقعات حول ما بعد كورونا ، وحول ما إذا سيتغير شيء في العالم بتأثير هذا الوباء الجامح ..
ثمة الكثير من الأراء حو التغييرات المحتملة التي يمكن أن ينتجها هذا الفيروس ، هناك فئة تعتبر أنه لن يتغير أي شيء في العالم وستبقى القوى التقليدية المسيطرة ..مسيطرة ، طبعا بسبب ما تملكه من ثروات متنوعة وترسانات وقواعد عسكرية متطورة ، وسيادة مطلقة على المراكز المالية حول العالم ، دون نسيان سيطرتها المطلقة على الثورة الرقمية وأخواتها ..وهذه الفئة تعتبر أن كل شيء سيبقى على حاله ..وترى أننا سنعود كما كنا قبل فيروس كورونا المستجد .
البعض الآخر ( متحمس قليلا ً) يرى أن نتائج الفيروس ستكون " ثورية " الطابع وأنها ستطيح بالعالم الرأسمالي وعولمته وثوراته التكنولوجية ، وتهدم مراكز القوى التقليدية السياسية والاقتصادية حيث ستظهر مراكز قوى جديدة ، تكون إنسانية الطابع وتلغي هذا الاستغلال البشع الذي يجعل الثروات العالمية تتراكم بين أيدي قلة قليلة ، في مواجهة فقر مدقع يلف الكرة الأرضية ، وطبقة متوسطة تنهار سريعاً ، وسيحكم العالم الجديد مجموعة أقطاب وفق القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان ( …….) !!
الفئة الثالثة تدّعي أنها واقعية ، وهي تعترف أنها متحفظة قليلا ومحافظة بعض الشيء ، بدأ منظروها بالحديث عن عودة أمجاد " الدولة الوطنية " التي سترسم سيادتها بطريقة جديدة ..في عودة لماضي ليس ببعيد ، وستكون دولة قوية وقادرة وتراقب كل شيء ..وتعيد الهيبة للسلطات جميعها وأولها السلطة المسؤولة عن أمن الوطن ، وستكون حاسمة في " عنصريتها " الوطنية إذا صح التشبيه ..
حالياً فإن من يرى أن أجواء الغموض وعدم تأكيد شيء حقيقي ستبقى رايته مرفوعة بلا منازع ، وشخصياً أعتقد أن الحديث مازال مبكراً عن مايمكن تسميته بـــ "تسريع " أعمال التاريخ وإنهاء من كان مسيطراً قبل مجيء سلالة كورونا المستجدة .. ثمة وقت لتتضح صورة الآتي أكثر ..
غداً ..يتجدد أم يفنى ؟

--:--
--:--
استمع للراديو