مؤشرات التداعي

الوصال - محمد نعيم طاهر

العالم يتداعى في زمن كورونا ، نعم ، الأمر بات واضحا من خلال العديد من مؤشرات هذا التداعي .."حَجَرْ" كورونا الذي استخف فيه البعض اصطاد حتى الآن أكثر من عشرة " أهداف" .

أهداف كورونا وفيروسه المستجد " كوفيد 19 " كانت من الأهداف الثقيلة ويمكن وصفها بــ " الأهداف الاستراتيجية " ..وإذا ابتعدنا كثيرا عن أول أهدافه وهو البشر من مصابين ووفيات وغيرهم ، وفتحنا العدسة لأكبر مسافة رؤية ، فإننا سنقول أن مؤشر تداعيات " كوفيد19" ضرب كل شيء في العالم فعليا ، أوقف الاقتصاد العالمي وذراعه الأساسية المال ، أدار دفة الاستثمار الموجه أساساً لخدمة العولمة والشركات متعددة الجنسيات والأثرياء نحو قطاع وحيد هو الصحة ، أوقف دورة الإنتاج في أغلب الدول التي انتشر فيها ، والمقصود بالإنتاج ، الإنتاج الربحي وليس إنتاج الأزمة ، وهناك فرق .

وعند الحديث عن الانتاج فهذا يعني فروعه الثلاثة الرئيسية : الزراعي والصناعي والتجاري ، و"كوفيد 19 " ايضا دمّر السياحة في العالم أجمع وأغلق المطارات وأوقف حركة السفر بين كافة مناطق العالم ، وحتى الرحلات الداخلية في الدولة الواحدة ، وبات الفضاء مفتوحا فقط لطائرات الشحن التي تذهب وتعود محملة بالمستلزمات الطبية لمكافحة الوباء والمستلزمات الغذائية لاستمرار البقاء ..

قائمة طويلة يمكن سردها هنا عن مؤشر تداعيات الوباء ، وهي واضحة في كافة مجالات الحياة ، لكن السؤال الأساسي يبقى في آثار هذه التداعيات الآن وفي المستقبل على العالم ، وهنا المعضلة الحقيقة للبشر على هذا الكوكب ..لماذا ؟ لأن بعض الرؤس الحامية مازالت موجودة ، ولم يطالها " كوفيد 19 " بعد ! وبعض الذين طالهم وحجرهم لأيام لم يستوعبوا الدرس وبقيت رؤوسهم حامية ، ومن أغرقوا العالم بكرمهم "الحاتمي" من ثرواتهم السيادية ، لم يستوعبوا بعد الدرس ، وشخصياً لا أعرف إذا كان هذا الكرم سيستمر بعد كورونا ، حين يستفيق العالم على أزمات وجودية متعددة في كافة مجالات الحياة ..عندها هل تكون الحرب هي الحل الوحيد ، على الأقل كما يتوقع البعض ..؟ هل فعلا سنقتل بعضنا نحن بني البشر بعد كارثة " كوفيد 19 " ؟ يخيفني السؤال فعلاً!!! غداً .." كوفيد 19 " والحرب !

--:--
--:--
استمع للراديو