..كورونا ورمضان القادم

الوصال - محمد نعيم طاهر

يوم أو يومان ويحل علينا شهر رمضان المبارك ، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات ، ولاشك أن رمضان 2020 سيكون مختلفاً بكل شيء ، ويبدو أنه لأول مرة منذ مئة عام ( حسب معلوماتي ) يحدث أن يصادف الشهر المبارك جائحة وباء معدي ..

لذلك سيكون كل شيء في رمضان القادم مختلفاً ، خاصة وأن الجميع يدخل الشهر الفضيل من ظروف الحَجْر المنزلي ..حيث قضينا كل أوقاتنا داخل المنزل إلا بعض الأوقات القليلة جدا التي خرجنا فيها لشراء الضروريات .. نظام حياة غريب هذا الذي نحن فيه لم نعتده قبلا ، لكنه يشترك بأيام رمضان ، بأنه نظام يشبه التنظيم الخاص باليوم الرمضاني ، لكن اليوم الرمضاني هذا العام سيكون كاملا لنا ..غالبيتنا لاتعمل ، أو هي تعمل في المنزل ، يعني بشكل أو آخر نحن في المنزل ..وعليه فإن الراحة التي أجبرنا عليها فيروس " كوفيد 19 " ستستمر ولكن في اجواء مختلفة قليلا ..حيث التسلي بالطعام منذ الصباح إلى المساء كسراً لحالة الملل ، لن يجدي في أيام رمضان ،حيث أوقات الطعام محددة في أوقات معينة ، وعليه ربما تكون نهارات رمضان في زمن كورونا فرصة لنظام " ريجيم " خاص وطبيعي وينسجم مع الحالة الإيمانية التي تسبغ أيام وليالي الشهر الفضيل ..ويمكن لكل واحد منا أن يمارس هذا " الريجيم " بطريقة سهلة ومريحة خاصة بعد إنقضاء أول يومين من شهر رمضان .. بعضنا سيفتقد أمسيات رمضات ورمساته الخاصة والتي تطبع لياليه بطابعها المميز ، وربما يكون ذلك إيجابيا لتحويل هذه الجلسات والرمسات من خارجية بعيداً عن العائلة إلى داخلية تعيدنا إلى رمضان قبل خمسين عاماً أو أكثر حين كانت هذه الأمسيات موعداً يوميا للعائلة ، طبعاً مع التخلي الطوعي عن تبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء والجيران .

لن أتحدث عن مائدة رمضان التي نعرفها جميع لكني ، سأردد مع الشاعر محمود درويش : وأَنتَ تُعِدُّ فطورك ’ فكِّرْ بغيركَ ..[ لا تَنْسَ قُوتَ الحمامْ ] وأَنتَ تفكِّر بالآخرين البعيدين، فكِّرْ بنفسك ..[ قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ] كل رمضان وأنتم بخير وإلى الملتقى من جديد ..

--:--
--:--
استمع للراديو