الوصال - سعيد البوسعيدي 

نشهد جميعنا بأن فترة جائحة كورونا ساهمت وبشكل كبير جدا في تغير الكثير من الممارسات في حياتنا اليومية. قد يكون بعضها أثر بشكل سلبي على بعض الفئات ولكن لا خلاف أبدا بأن جائحة مرض كوفيد 19 ساهمت أيضا بشكل كبير في وجود تغيير إيجابي في عدد من الممارسات وعززت بشكل كبير جدا استخدام التقنية كأسلوب حياة. وذلك من خلال انتقال نسبة كبيرة جدا منا للخدمات الإلكترونية لتسهيل الحياة، والتي كان أغلبها متوفرا قبل الجائحة ولكن بدون اهتمام أو تفاعل من نسبة كبيرة من المجتمع.

 

هذه الجائحة هي فرصة ذهبية جدا للتحول للخدمات الإلكترونية لتسيير معاملاتنا اليومية، ودافع للعديد من المؤسسات الحكومية والخاصة لتطوير خدماتها الإلكترونية. وحتى أن البعض تجرأ لتغيير مسار أعماله ليقدم خدمات إلكترونية لم يكن يقدمها سابقا. من هنا شهدنا العديد من الأعمال التجارية المقدمة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي خطت هذه الخطوة الجريئة لتواكب التطور المفاجئ والسريع في سوق الأعمال. من أمثلة ذلك توفير العديد من الخدمات الجديدة في منصات التسوق الإلكتروني لتواكب الحاجة في توفير العديد من المنتجات من الباب للباب. بعض شركات الأجرة حولت مسار خدماتها من نقل الركاب إلى نقل البضائع والمشتريات المنزلية.

 

وليس ذلك فقط بل حتى ممارساتنا التقليدية البسيطة تحولت لتصبح إلكترونية ومن مختلف شرائح المجتمع. فمثلا شهدت شخصيا على تجربة تأجير النخيل والمسمى محليا طني النخيل عبر مجموعات واتساب في العديد من ولايات ومحافظات السلطنة. حيث كان الجمهور المتفاعل مع هذه الممارسات هم من كبار السن ومتوسطي العمر. ولا ننسى تجربة أطفالنا للتعلم عن بعد عبر الحاسوب أو عبر الهاتف مع الوالدين. جميع هذه الممارسات تؤكد نتائج استطلاع قياس النفاذ واستخدام التقنية والاتصالات في قطاع الأسر والأفراد 2020 الصادر عن وزارة التقنية والاتصالات والمركز الوطني للإحصاء والمعلومات حيث بلغت نسبة امتلاك الأفراد للهواتف النقالة في السلطنة هي 94%من عمر 18 سنه فأكثر. وجاء فيه أيضا بأن نسبة استخدام الواتساب كمنصة للتواصل الاجتماعي تصل إلى 92%، وتشير نتائج الاستطلاع إلى ارتفاع نسبة مستخدمي الإنترنت بالسلطنة لتصل إلى 95%.

 

ومع ذلك ما أجده مُحيرا فعلا، هو عدم استخدام شريحة كبيرة من المجتمع لكثير من الخدمات الأخرى المتوفرة رغم بساطتها ورغم مساهمتها في تحسين أسلوب حياتنا مع وجود أمان وصحة أعلى في ظل الظروف الحالية وانتشار مرض كوفيد-19. ما أعنيه هنا وجود العديد من خدمات التعاملات الإلكترونية، إن كانت كتطبيقات أو خدمات مصرفية أو غيرها والتي مازالت تجد شُحا في المستخدمين. من ضمنها عمليات الدفع الإلكتروني التي في أغلب تجاربي لها أكتشف أن الموظف مقدم الخدمة يستغرب من طلبنا لاستخدامها بقوله " محد يطلب هذ الخدمة، ما أعرف ليش!!! ".

 

لذلك، أعتقد بأنه من الجيد أن يقوم جميعنا بتقييم وضعنا الرقمي وممارساتنا والبحث عن أفضل الحلول المتوفرة للتعاطي معها. ففي ذلك العديد من الفوائد مثل الصحة والأمان والسرعة وحفظ البيانات والمعلومات ومراقبة الاستهلاك.

 

--:--
--:--
استمع للراديو