الوصال- ماهر الزدجالي

الوصال- أصبحت الكمامة اليوم جزءا من حياتنا اليومية في البيت، وفي الشارع، وفي العمل، وغطت وجوه معظم الناس في العالم بدءا من أصغر عامل إلى حكام دول العالم.
ولأن الوضع لم يصبح (يومين ويعدي) مثلما كنا نعتقد فقد تم استحداث مثل عربي جديد يقول " قل لي أي كمامة تلبس أقول لك من أنت"!!
ودخلت الكمامة إلى خطوط الموضة والماركات العالمية، حيث تم إنتاج العديد من الكمامات التي تناسب السهرات والعمل وحتى حفلات عيد الميلاد، كما نظمت شركات الأزياء بعض العروض الخاصة بالكمامة في عدة عواصم أوروبية.
ومن الموضة إلى السياسة فقد تصدرت (كمامة ترامب) صدارة المشهد فبعد موقفه الرافض لارتداء الكمامة أرتدى الرئيس أخيرا كمامة سوداء وعليها شعار الولايات المتحدة الأمريكية.
أما رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون فتقول الصحف أنه اختار كمامة رخيصة لا تزيد قيمتها على جنيهين إسترلينيين، واختارها باللون الأزرق، بدعوى أنه لون شعار حزب المحافظين الذي يتزعمه.
وتناولت الصحف صور رئيسة سلوفاكيا الانيقة والتي ظهرت أمام وسائل الاعلام بكمامات بنفس لون فستانها ( بصراحة لايق عليها)!
وفي الدول ظهرت الكمامات الوطنية الملونة بأعلام الدول في الشارع وخصوصا في المظاهرات والمطالبات السياسية والاقتصادية.
وانعكست الأحوال السياسية العربية المتردية على الكمامات فقد استغل البعض الأوضاع الراهنة والطلب المتزايد على الكمامات فقاموا بتصنيع الكمامات المغشوشة وكأننا ناقصين (كورونا وكمان كمامات مغشوشة)!!
وفي المقابل ظهرت الكثير من الفنانات العربيات يلبسن الكمامات الغالية والمزركشة ومن أهم الكمامات التي شغلت الناس "كمامة هيفاء وهبي" التي تشبه إلى حد كبير كمامة ترامب.
ولأن هناك من ينادي بالديموقراطية والشفافية فقد ظهرت الكمامات الشفافة التي توضح الفم وضحكته وحركة الشفاه.
وأثرت الاطياف السياسية اليسارية واليمنية في الكمامات وظهر الكثير من الناس وهو يضع الكمامة على لحيته دون أن يغطي الأنف أو الفم. ومنهم من تبنى فلسفة المعارضة ولم يلبس الكمامة أبدا. ونصيحتي لك سواء كنت ريدكالي أم اشتراكي أو حتى رأسمالي ألبس الكمامة.. و(اخزي الكورونا)!!

--:--
--:--
استمع للراديو