الوصال - ماهر الزدجالي 

"غابش " هو شخص يمشي بثقة كاملة في الطرقات والأسواق وأزقة وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة يبحث عن أي شيء يتكلم عنه وكأنه المفتش العام للمشاكل والأخطاء. وإذا تحدثنا عن المشاكل والتحديات فعند " غابش " النبأ اليقين والحلول السحرية والجذرية والفورية التي يمكن من خلالها أن ترفع الدول الغارقة في الفقر وتضعها في مصاف الدول المتقدمة وذلك قبل أن نقوم من مقامنا وإنه على ذلك لقوي أمين..

وعلى الرغم إن الدول والمؤسسات تتجه إلى سياسة "الترشيق " في الهياكل والأفكار والأعمال إلا أن " غابش " ما زالت أفكاره مترهلة وإذا تحدث بها سيطلب منك الانصات له إلى الآخر وبعد ساعتين من الإنصات ستكتشف إنه لا زال في بدايات القرن الخامس عشر أو القرن السادس عشر في أحسن تقدير.

وإذا قال إن كلامه بالغ الأهمية وإنه سيشكل منعطفا خطيرا في المفاهيم والرؤى ستكتشف إنه مجرد ( دوّار ) وليس منعطفا ولا هم يحزنون! ومن الهوايات المحببة عند " غابش " التنبؤ بالمستقبل فتجده يتنبأ بخمسة الآلاف ومائة وخمس وخمسين موضوع في الساعة، وإذا حصل وصدق في إحدى تلك التنبؤات (من باب الصدفة طبعا) أو توافقت فإن ذلك اليوم سيصبح له وكأنه صباحية العيد.

وفي مسرحية " الواد سيد الشغال " يقول الفنان عادل إمام " ثم ماتت رابعة وانتحرت حرقوفة بنت حرقفي ومات شحلفون بن شنحلي وماتت سحلبسية بنت سلحبيس" وكان ذلك قمة التشاؤم وبنفس هذا المبدأ يعيش صاحبنا " غابش " الذي يتشاءم من كل شيء حتى من المطر والورود. ولأنني لا أحب الحديث عن الناس سأكتفي بما قلت عنه واختم بسؤال يا ترى هل سبق وقابلتوا " غابش خابش " ؟

--:--
--:--
استمع للراديو