الوصال - تولى الأمير صباح الأحمد الصباح في التاسع والعشرين من شهر يناير للعام 2006 مقاليد الحكم لدولة الكويت باعتباره الأمير الخامس عشر لها،وتوفى عن عمر يناهز 91 عاما بعد قضاء 14 عاما في سدة الحكم.

المولد والنشأة

ولد الأمير صباح الأحمد الصباح في 16 يونيو 1929 ، وهو الابن الرابع للشيخ أحمد الجابر الصباح الحاكم العاشر للكويت، وهو الأخ غير الشقيق لأمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح. وتوسم فيه والده الفطنة والذكاء منذ صغر سنه، حيث درس في مدرسة المباركية بالكويت، ثم استكمل تعليمه في أحد الدول الأجنبية.

الوظائف والمسؤوليات

كان يرافق والده في مهماته الخارجية، مما جعله يتحلى بالصفات القيادية، فتم تعيينه في 19 يوليو عام 1954 عضوا في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد إليها بمهمة تنظيم مصالح ودوائر الحكومة الرئيسية ووضع خطط عملها ومتابعة تنفيذ تلك الخطط، وهو لم يتجاوز 25 عاما.

وفي عام 1955 تولى منصب رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، وبعد استقلال دولة الكويت عام 1961 عين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عضوا في المجلس التأسيسي الذي عهدت إليه مهمة وضع دستور البلاد، ثم عين في أول تشكيل وزاري عام 1962 وزيرا للإرشاد والأنباء، والتي أصبحت فيما بعد وزارة الإعلام، ليكون أول وزير لها في تاريخ الكويت.

وفي 28 يناير 1963 عين وزيرا للخارجية، وقضى على رأسها 40 عاما، ليتوج بلقب مهندس السياسة الخارجية الكويتية وعميد الدبلوماسيين في العالم. وفي الفترة من 2 فبراير 1971 وحتى 3 فبراير 1975 عين وزيرا للإعلام بالوكالة.

وفي 16 فبراير 1978 عين نائبا لرئيس مجلس الوزراء الكويتي، ثم في 4 مارس 1981 تسلم حقيبة الإعلام بالوكالة، إضافة إلى وزارة الخارجية حتى 9 فبراير 1982. ويوم 3 مارس 1985 عين نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية حتى 18 أكتوبر 1992. وفي 14 فبراير 2001 أسندت إليه مهمة تشكيل الحكومة الكويتية بالنيابة عن ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح بسبب ظروفه الصحية. في 13 يوليو 2003، صدر مرسوم أميري بتعيين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيسا لمجلس الوزراء. وفي 29 يناير 2006 أدى اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة ليكون أميرا للبلاد.

أبرز أعماله الداخلية

شهدت البلاد في عهده نهضة تنموية شاملة، فكان من أبرز أعماله بناء مدينة "صباح الأحمد البحرية" التي تعد أول مدينة ينفذها القطاع الخاص كاملا، ما يدل على تشجيعه على إعطاء دور أكبر للمساهمة في تنمية الكويت وتنشيط عجلة الاقتصاد.

أيضا من أبرز تلك المشاريع "مركز عبدالله السالم الثقافي" و"مدينة الكويت لرياضة المحركات" و"مدينة الجهراء الطبية" و"مبنى الركاب الجديد رقم 4" في مطار الكويت الدولي و"مستشفى جابر الأحمد"، بالإضافة إلى تصدير أول شحنة نفط خفيف.

وأعاد الخدمة العسكرية الوطنية "التجنيد الإلزامي" عام 2017، بعد توقف 16 عاما.

على المستوى الخارجي تبوأت الكويت - نتيجة لسياساته ورؤيته الحكيمة القائمة على تولي زمام المبادرات في العمل الخيري الإنساني- مركزا مرموقا بين دول العالم خلال السنوات الماضية استحقت به أن يتم اختيارها من قبل الأمم المتحدة في 9 سبتمبر 2014 "مركزا للعمل الإنساني" ومنحه لقب "قائدا للعمل الإنساني"، خصوصا بعد أن استضافت الكويت المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا لـ3 دورات متتالية على أرضها، معلنة تبرعها السخي بمئات الملايين لإغاثة اللاجئين السوريين في دول الجوار لسوريا. ولم تنس الكويت القضية الفلسطينية التي اعتبرتها قضيتها العربية الأولى منذ بدايتها وحتى اليوم، فاستمر دعمها للفلسطينيين وازدادت وتيرته في عهد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

واستضافت الكويت في عهده العديد من القمم العربية والخليجية والدولية، كان أبرزها "القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية العربية" الأولى في يناير 2009 التي شهدت أول مبادرة تنموية عربية طرحها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، متمثلة في إنشاء صندوق لدعم وتمويل المشاريع التنموية الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية برأسمال قدره 2 مليار دولار تساهم الكويت فيه بحصة تبلغ 500 مليون دولار.

كما شهد في فبراير 2018 افتتاح "مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق" عقب تحرير مدنه من براثن تنظيم داعش الإرهابي، ووصلت قيمة التعهدات الدولية إلى 30 مليار دولار.

الأوسمة تقلدها الأمير رحمه الله

العديد من الأوسمة منها "قلادة الملك عبد العزيز" من المملكة العربية السعودية و "قلادة الاستقلال" من دولة قطر في مارس 2006 .و " وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الاستثانية برتبة وشاح أكبر" من جمهورية لبنان في يناير 2009. و "وسام عمان المدني من الدرجة الأولى" من السلطنة في ديسمبر 2009، و " وسام الاستحقاق الرئاسي" من إيطاليا 2010. و " وسام جيرج كاستريوت اسكندر بك" من ألبانيا 2012. و لقب "قائد للعمل الإنساني" من الأمم المتحدة في 2014، ووسام "آل سعيد " من السلطنة في 2017. وآخرها وسام " الاستحقاق الأمريكي" من الرئيس دونالد ترامب 2020.

--:--
--:--
استمع للراديو