الوصال - خلفان الطوقي

تمر على الإنسان فترات عصيبة قد تمتد لبعض الوقت، تجعل مزاجه صعب المراس، لكن ما أن يهدى إلا ويعود إلى طبيعته، وتظهر حقيقة معدنه، فحينها تستطيع أن تتعرف إن كان هاديا بطبعه أو ذا مزاج متقلب لا يمكن إرضاؤه بأي طريقة كانت.


هذه المقدمة هي بسبب إنه في بعض الأحيان نمتعض من بعض القرارات التي اتخذتها الدولة خاصة في الشهور الأخيرة، والتي لم تجد الحكومة بدا منها، ومعظم هذه القرارات مالية، ومعظمنا لم يعتد عليها، والبعض منا امتعض لسبب أو لآخر، فهناك من رأى أنها تمس جيبه، وهناك من رأى أن دخله سوف يقل، وهناك من رأى أن تجارته مهددة، وهناك من رأى أن الظروف تجمعت عليه في وقت قياسي.


لكن عندما ننظر إلى الصورة الكاملة للموضوع، سوف نعلم أن وطننا عمان يمر بظروف استثنائية، ويحتاج إلى تعاوننا وتضحياتنا وتفهمنا، فعند الرخاء كان معنا، فقد حول شدتنا إلى رخاء وَرفاهية، وجهلنا إلى علم ونور، ومرضنا إلى صحة وَشفاء، وغربتنا إلى وطن وأمن وأمان، وما زال الوطن يقوم بذلك وسلطانها المجدد للنهضة، يحاول ليل نهار وبكل الطرق الممكنة والمبتكرة أن تستمر التنمية المستدامة.


لقد وعدنا السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله وأيده- في أول خطاب له بعد الحداد بالقيام بإصلاحات شاملة في كل النواحي الإدارية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والتشريعية، وخلال مدة قياسية وبأسرع مما نتوقع طبق مولانا المفدى كثيرا من الخطط والاستراتيجيات الضامنة لنا مستقبلا صلبا ومتماسكا لنا ولمن بعدنا من أجيال المستقبل، لم تكن الوعود كلمات وشعارات، بل أفعال وقرارات وإجراءات نراها ونلمسها وتلامسنا، تتفاعل ونتفاعل معها.


إذا تمعنا في عماننا الغالية وقيادة مولانا الجسور السلطان هيثم سنجد أنه ينظر إلى أن تكون عمان وجهة تنافسية محفزة وملهمة واستثمارية وسياحية معتمدة على نفسها ومتكاملة مع غيرها، يهنأ فيها المواطن والمقيم الزائر، يجد كل طموح ومنتج ضالته، يطمئن الجميع فيها، يمتزجون ويتعايشون في ود وتفاهم يحكمهم قانون ونظام وعرف توافقوا عليه منذ قديم الزمان وما زالوا على الدرب سائرين، عماننا ستظل محمية بدعاء سيد البشر محمد - عليه أفضل الصلاة والسلام- ، ستظل حبيبتنا عمان بكرا مهما حاول الطامعون العبث بها، كريمة معطاة ولّادة لكل ما هو بديع جميل نقي طيب المنبت، لهذا ولآلاف الأسباب نحبك يا عمان، وسوف نظل نحبك، وحبنا بالقول والفعل، ويتطلب منا أن نبني ونضاعف الجهد في كل وقت وحين.

--:--
--:--
استمع للراديو