الوصال - ماهر الزدجالي 


ملايين الأمنيات يتوجب على الشيخ " بابا نويل " استقبالها وقراءتها وفرزها هذا العام، ونظرا لظروف جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية سوف لن يقوم هذا العام بتوزيع الهدايا مثلما جرت العادة وإنما سوف يستقبل الأمنيات فقط (عن بعد) وقد طلب "بابا نويل" من الجميع إرسال أمنياتهم على دفعات والاقتصار على أمنية واحدة فقط (حتى لا يسبب ضغطا على شبكة الانترنت والسرفيرات).
وعلى الرغم من الأجواء الدافئة في البيت التي سوف يعمل فيها "بابا نويل" إلا أن العمل شاق ومتعب وسيحتاج أن يعمل (أوڤر تايم) فهناك ملايين الأمنيات التي يتوجب عليه فرزها وكتابتها، وربما سيكون أغلبها الخروج من أزمة كورونا بأقل الأضرار الممكنة إلى جانب الأزمة المالية والتسريح من العمل، والتوظيف...
وفي كل عام نتعلق بحبل الأمنيات حتى نسقط على أرض الحقيقة التي تقول لنا إنه لا مجال للأمنيات ويبقى التمني دون العمل على أرض الواقع كالحبر على الورق.
وأعتقد أن الشعوب العربية من أكثر الشعوب التي تتمنى وترسم أحلامها، فهناك من يرسم أحلاما وردية مع تولي الرئيس الأمريكي الجديد زمام السلطة، وهناك من يعلق أحلامه وأمنياته على انتخابات مجلس أو رئيس ينتظر فرصته.
ولأننا نحب الأمنيات والأحلام فقد اخترعنا قصة مصباح علاء الدين الذي يخرج منه مارد يحقق لنا ثلاث أمنيات مهما كانت.. وأعتقد أن أكثر من استفاد من هذه القصة هم النصابون الثلاثة الذين قاموا ببيع مصباح قديم لأحد الأطباء في الهند على أنه مصباح علاء الدين السحري بعد أن قاموا بعمل تمثيلية خرج لهم صديقهم وكأنه الجني..
ونصيحة لـ"بابا نويل" ( إذا كان يسمع النصائح ) أن يستخدم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة كالبيانات الضخمة لتخزين هذه الأمنيات والأحلام الكبيرة التي يتم إرسالها له على مدى السنين من قبل الشعوب العربية.
وبرأيي آن الأوان أن يطلب الجميع من "بابا نويل" التقاعد والنوم في المنزل ( فاللي فينا يكفينا ) ولا نحتاج إلى شخص يعدنا بأمنيات لا تتحقق ومن الأفضل أن يكف الناس عن تعليق الأمنيات بداية كل عام والتي لا يتحقق منها شيء، والأمنية الوحيدة التي أتمناها هي أن لا يكون عند "بابا نويل" قروض أو التزامات مالية قبل التقاعد ..


--:--
--:--
استمع للراديو