الوصال - سعيد المعشني


مشكلة غرفة تجارة وصناعة عمان، كما فهمت، من بيانها الأخير، ليس مع البرامج والإجراءات الخاصة بالتوازن المالي، وتلك المتعلقة بسياسات ومبادرات وزارة العمل، وأثر كل ذلك على الإقتصاد الوطني، ولكن في عدم إستشارتها المسبقة قبل إتخاذ هذه البرامج والسياسات.
بمعني آخر، هم لا يعترضون على المبادئ والبرامج والسياسات، ولكن على آلية صناعة القرار التي لم تضمهم إلى طاولة القرار.
قبلهم، إعترض مجلس الشورى مستخدماً نفس التسبيب. وقبل هؤلاء وهؤلاء، إعترض حشد من الكتاب، والمغردين، والفاشنستات متعللين بنفس الأسباب.
الكل يريد أن يستشار، وأن يشارك في صناعة القرار، ليس لأن لديه حلول مختلفة، وأفكار خلاقة، مضمونة المفعول والنتائج، ولكن فقط ليكون في الصورة، وليضع لنفسه موطئ قدم على خارطة صناعة القرارات الوطنية والحكومية مستقبلاً. لعل وعسى...
تسأل نفسك، أين كان كل هؤلاء جميعاً عندما كانت الدولة تغرق إلى أذنيها في الإستدانة من الداخل والخارج منذ العام ٢٠١٤م؟! فلا تكاد تسمع لهم همساً !!!
كيف أصبح الجميع فجأة عالماً إقتصادياً، ومنظراً إدارياً، وحكيمًا سياسياً، وخبيراً إستراتيجياً؟ لا تعرف...
ما الذي كان يقيّد ألسنة الجميع عن الحديث والإعتراض، والتنظير في الماضي؟! ولماذا إفتكت عقد ألسنتهم فجأة، ودون سابق إنذار؟!
لا جواب...
ألم يكن الوطن موجوداً قبل ٢٠٢٠م وأكتشف الجميع وجوده فجأة؟!!
أم نزلت علينا بركات السماء، وتلقينا علماً ووحياً، لا بد من تبليغه، لننذر قومنا الذين لا يعلمون؟!
من أثنى، وبارك، وثمن، في الماضي يجب أن يستحي ويبلع لسانه الآن. هذا إذا كان يستحي أصلاً. والسبب، واحد، وبسيط.
أين كنتم؟!

--:--
--:--
استمع للراديو