الوصال - ماهر الزدجالي 

يحكى أن شخصا فقيرا كان يمشي (في أمان الله) وبالصدفة انفجر فيه لغم، فتم نقله إلى المستشفى على وجه السرعة ، وتم إجراء عملية جراحية له (بدون موعد طبعا )،  وحين استفاق قال له الطبيب : سلامتك ما تشوف شر .( مثلما يحدث في المسلسلات ) !

وأضاف: عندي لك خبر سعيد وخبر حزين، الخبر الحزين هو : إننا اضطررنا إلى بتر ساقيك، أما الخبر السعيد فهو إنك لن تضطر لشراء (حذاء) لقدميك مجددا.. وستجلس طوال عمرك على (الكنبة)

الخلاصة من هذه الحكاية أنه في بطن كل مصيبة هناك فوائد عديدة فلا بد أن تنظر دائما إلى (الكوب) حتى لو كان فارغا المهم أن يكون لديك كوب تنظر إليه.

المهم تكملة القصة تقول إن الرجل نفسه بعدما خرج من المستشفى وذهب إلى البيت وجلس على (الكنبة) فتح التلفزيون ليظهر له مسؤول (مصلحة الضرائب) والذي قال إن لديه خبرا سعيدا وآخر حزينا، وكان الحزين أنهم قرروا فرض ضرائب على الأفراد والمؤسسات، أما الخبر السعيد فهو أن هذه الضرائب هي آخر ضريبة ولن يتم فرض ضرائب أخرى، وذلك بناء على توصية اللجان المختصة والبرلمان فحمد الرجل ربه وشكره واستبشر وهلل..

وجاءت زوجة الرجل وقالت له إن لديها خبرا سعيدا وخبرا غير ذلك ، فقال الرجل لنبدأ بالحزين وبعدها السعيد فقالت له الزوجة: أما الحزين فهو أن الثلاجة قد تعطلت ولم تنفع معها أي محاولات الإصلاح، وأما السعيد فهو إن الثلاجة فارغة أصلا وإنها شاهدت تقريرا تلفزيونيا يقول إن المواد المبردة والمثلجة هي مواد غير صحية لجسم الإنسان ، فابتسم الرجل وقال بالعكس هذا خبر سعيد جدا وسيوفر لنا في قيمة فاتورة الكهرباء.

وجاء بعدها ابنه الكبير (الباحث عن عمل) وقال له إنه لم يوفق في الوظيفة التي تقدم لها بسبب وجود سبعة وسبعين ألفا وخمسمائة وخمسة وخمسين متقدما ومتقدمة للوظيفة.

وهنا ابتسم الرجل ابتسامة العارف الواثق من معلوماته أكثر من (أينشتاين) وقال له لكن الخبر السعيد هو إنك كسبت (شرف المحاولة) وهناك المئات لم يكسبوا هذا الشرف العظيم لأنهم توظفوا (بالواسطة)،  ويجب عليك دائما أن تفتح عقلك دائما للجانب الإيجابي والمشرق وأن تعتمد على (الحدس) الإيجابي في عقلك حتى لا يتحول إلى (العدس) السلبي!!

ابتسم الجميع ابتسامة الرضا وهم يشاهدون مسرحية عادل إمام على التلفاز والتي يقول فيها (الفقراء يدخلون الجنة)!!

--:--
--:--
استمع للراديو