الوصال - سالم العمري 

لعل الثورة التنموية التي تشهدها المملكة العربية السعودية مؤخراً، مؤشر غاية في الأهمية على قدرة هذه المنطقة من العالم على أن تأخذ بنفسها زمام المبادرة في نهضتها وتطورها، ولعل التقارب العماني السعودي الذي يزداد مؤخراً بإيقاع سريع هو مبشر خير للمنطقة كلها و على كل الأصعدة ، وأقول إنه يزداد، لأن القرب في الأصل موجود فلم يكن هناك بعد حقيقي بين مسقط والرياض حتى وإن اختلفت أحيانا نظرة البلدين إلى كيفية التعامل مع بعض الملفات الإقليمية.

هذا التقارب لا يجب أن يأخذ فقط جوانب العلاقة الرسمية، فأكثر ما يقرب أي بلدين هو التواصل الاقتصادي والثقافي. وبما أن كل الدلالات تشير إلى أن هناك تشجيعاً من قيادتي البلدين على المضي سريعاً في كل ما يخدم التعاون بينهما فيجب على الفاعلين في القطاعات الاقتصادية والثقافية المسارعة في التقارب دون تردد.

وحتى يأخذ هذا التواصل الاقتصادي والثقافي استمرارية ذات نفع للشعبين، لابد من تعزيز التكاملية بين مسقط والرياض سياسيا والتي لا تعني بالضرورة التطابق، وكذلك أن تكون المشاريع السياحية المتوقعة في أبها متكاملة مع المشاريع السياحية المنتظرة في صلالة وأن الدقم بمشاريعها المستقبلية ممتدة ومتواصلة مع مشاريع الأشقاء في السعودية سواء في مدينة نيوم أو أي مدينة أخرى من مدن المملكة.

إن أي تقارب خليجي هو تقارب بلا شك تقارب محمود ومطلوب في عالم متغير تموج دائما عواصفه بحدة تجاه منطقتنا من العالم بين فترة وأخرى، فكلما كنا متعاونين ومتكاملين زادت قدرتنا على مواجهة أي عواصف قادمة، وقبل كل ذلك ازدادت فرص الرخاء لمواطني هذه المنطقة.

--:--
--:--
استمع للراديو