الوصال - إبراهيم العجمي

   هي أول زيارة دولة يقوم بها جلالة السلطان هيثم بن طارق منذ توليه زمام أمر البلاد في يناير 2020 وهي بالتالي أول زيارة للسعودية التي اختارها جلالته من بين عدة دول قدّمت إليه دعوات لزيارتها وما اختيار خادم الحرمين الشريفين لمدينة نيوم شمال غرب المملكة لاحتضان لقائه بجلالة السلطان إلا ذو دلائل وإشارات إلى ما تهدف إلى تحقيقه القيادة السعودية من خلال هذه الزيارة التي أبدى كثير من العمانيين والسعوديين استبشارهم بها واضعين فيها آمالا وتطلعات بأن تحمل لهم الخير الوفير ولدول مجلس التعاون السلام العميم فالسلطنة والمملكة هما الكبيران بين دول الخليج العربية والضاربان في التاريخ والممتدان جغرافيا وسياسيّا وصاحبا النفوذ والتأثير في كثير من مفاصل هذه المنطقة وبعد كل ذلك فلا غرابة أن يختار جلالة السلطان السعودية كأول وجهة يزورها زيارة دولة ولا عجب في أن ترى عُمان والسعودية في هذه الزيارة الخير الكثير!

وبالرغم من قصر مدة الزيارة التي قام جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى السعودية إلا أنها كانت ثرية ومليئة بالفقرات المهمة في العلاقات بين المملكة والسلطنة بداية من الاستقبال الحافل الذي لقيه جلالته في مدينة نيوم مرورا بلقائه بخادم الحرمين الشريفين وعقدهما مباحثات رسمية وتبادلهما للأوسمة وصولا إلى توقيع مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مجلس تنسيق مشترك وزيارة جلالته إلى مركز "إثراء" المعرفي التابع لمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي بمدينة نيوم وما تخلل ذلك وأعقبه من لقاءات ثنائية بين مسؤولي البلدين فيما يتعلق بالاستثمار والتجارة والنقل واللوجستيات وأشكال التعاون المستقبلي بين البلدين وما يضمن للعلاقات السعودية العمانية ترسخا وثباتا وللمصالح المشتركة تطورا ونماء فزيارة جلالة السلطان إلى السعودية لا تحسب بطول أو قصر مدتها وإنما بما تضمنته من وقفات وجلسات وبما يمكن أن يرى فيه الشعبان السعودي والعماني ما يستطيعان أن يبنيا عليه مستقبلا مشرقا ومضيئا.  

للإستماع إلى التقارير من برنامج ساعة الظهيرة عبر الرابط التالي:

--:--
--:--
استمع للراديو