الوصال - ماهر الزدجالي 

حالنا أصبح "عكس عكاس" مثلما قال الفنان عادل إمام وهو يحاول أن يتذكر اسم محامي الدفاع في مسرحية "شاهد ما شفش حاجه" والذي كان اسمه خليفة خلف خلف الله.. وأستاذ "عكس عكاس" شخصية غنية عن التعريف فقد أصبحت مشهورة بيننا في يوم وليلة (الدنيا حظوظ) وبات الكل يستشهد بمقولاته وأفكاره وأطروحاته التي لا تتوافق مع بعضها البعض أبدا فالمشروع الفاشل بنظره اليوم يصبح من أهم الأولويات والمشاريع الوطنية غدا.!

وتجد على باب مكتبه لوحة مكتوب عليها "رحم الله امرأ  أهدى إليَّ عيوبي" ولكن مكتبه مغلق بالمفتاح وهو في إجازة  ولا يرد على المكالمات ولا الرسائل!

وفي الصباح تجده يضع في (حالة الواتساب) عبارة (الوطن يستحق منا الكثير) وفي المساء تجده (يسحق الوطن بقراراته وبأعماله).

وبالمناسبة (عكس عكاس) هي ممارسة عربية بامتياز ولدينا حقوق الملكية الفكرية لها إذ تجدها بين زملاء العمل والأصدقاء، وبين الأهل والأقارب، وبين المسؤولين والجمهور.

وقد تطورت هذه الحالة لتصل حتى بين الدول والحكومات (طبعا هذا ليس كلامي إنما سمعته من نشرات الأخبار)!! 

ولتقريب الصورة أكثر يقوم الأستاذ (عكس عكاس) بالتصوير أمام الكاميرات وهو يساعد المحتاجين (مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي طبعا) وفي المقابل فإنه يبحث عن معجبين ومتابعين.

وفي المقابلات التلفزيونية يطرح أطروحات تناقش مفاهيم الإمبريالية التوسعية، وقضايا (شرق أوسطية) تلامس احتياجات وتطلعات المجتمعات، وبعد المقابلة يطرح مع أصدقائه أطروحات تتعلق باستيراد (الهامبورجر) بالبهارات الغربية.!

باختصار نحن في زمن كل شيء فيه معكوس حتى لو زرعت رمانا ستخرج لك باذنجان، ولو طلبت عسلا ستجد بصلا ، وإذا كنت تنتظر مشروعا سياحيا متكاملا ستجد بعد عشر سنوات (لافتة المشروع)، وإذا كان اسمك (سلام أمام) ستنام وتصحو الصباح وتجد اسمك أصبح (حرب خلف)!

 

 

 

--:--
--:--
استمع للراديو