الوصال- عبد الملك اليحيائي

التاسع عشر من سبتمبر من عام إحدى وعشرينَ وألفين، يوم الخطوةِ الأولى نحو رجوعٍ الدراسةِ في مدارسِ السلطنةِ الى طبيعتها. خطوةٌ يشوبها الملاحظةُ الدقيقةُ لأحداثِ هذا اليوم بالإضافةِ إلى أياِم الأسابيعِ الأولى بشكلٍ عامٍ؛ للوقوفِ على رأيٍ ثابتٍ في مصلحةِ الطلابِ والمنحنى الوبائي في السلطنةِ.

 

وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم -ممثلتان في المدارسِ والكليات والجامعات الخاصة منها والحكومية- تنظمان كُل الاستعدادات نحو رجوعٍ سليمٍ للطلبة للمقاعد الدراسية، ومع خطط ملاحظةٍ دقيقةٍ لسيرِ العملية التعليمة تحت اشتراطات البروتوكول الصّحي العالمي للتصدي لفيروس كورونا كوفيد-19. واضعتان في عين الاعتبار التنسيقَ المشترك مع وزارةِ الصحةِ حولَ إِكمال عمليات التحصينِ للطلاب والعاملين في القطاعِ التعليمي وكذلك حول مُراقبة حالات الإصابة والعدوى -لا قدر الله- تجنبًا لتفشي الفيروس من جديد بعد مرحلة السيطرةِ الأخيرةِ عليه.

 

الأمرُ الآن ليس في دور وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم فحسب؛ بل أنما التعويلُ اليوم على ثقافةِ المجتمعِ بشكلٍ عامٍ. ففي هذه المرحلةِ يجبُ أَن تَتَرسخ ثقافة البروتكول الصّحي في أَذهانِ الطلاب والعاملين في مجالِ المؤسساتِ التعليميةِ والتدريبيةِ مُستشعرينَ نِعمة الرجوعِ إِلى المقاعدِ الدراسيةِ مِن جديد بعدَ أكثرَ مِن عامٍ ونصفِ العام من المعاناةِ جراءَ هذا الفيروس.

 

 

المسألة لا تقفُ عِند إِشكالية الدراسة بين الدراسةِ الحضوريةِ والإلكترونية فقط؛ بل إِنما تتعدى ذلك الى صحة الوطنِ أَجمع. نحن نتحدث عَما يُقارب 677 ألفَ طالبًا وطالبة، وقرابة 67 ألفَ معلمًا ومعلمة، وأكثر من 11 ألف إداريٍ في المدارسِ الخاصةِ والحكوميةِ في السلطنة، ناهيك عن أعدادِ طلاب مؤسساتِ التعليمِ العَالي والتدريبِ المهني الّذين بَدأوا بِالرجوعِ بشكلٍ تدريجي ٍمُنذ بداية سِبتمبر الجاري.

 

الأَرقام هذه تُوضِحُ تَأثيرَ نسبة بعض منتسبين البرامج التعليمية في السلطنة إلى عدد سكان المجتمع العماني؛ والتي من الواضح بأنها تُعبرُ عن شريحةٍ كبيرةٍ ومهمةٍ دِيموغرافيا مِنَ المُجتمعِ العماني.

 

الدور اليوم عَلى العَامِلينَ فِي المُؤسساتِ التعليمةِ كبيرٌ جدًا؛ فالتَهاوِنُ ولو قليلًا قَد يَعني تَخلُّفًا وتقهقرًا في البناءِ الخِطَطِيِّ لِلسلطنةِ نَحوَ التَعافي مِن وَباءِ كُورنا كوفيد-19. كَما إِنَّ الدَور عَلى عَاتقِ أَولياءِ الأُمورِ مُوازٍ وربما يَزيد؛ فَصحة أَبنائهم وسلامةُ وَطنهم بينَ أيديهم ومعلقةً بَين حرصهم وكونهم قدوةً حسنةً ناصحةً ومعينًا لَأبنائهم على تنفيذِ البروتوكول الصحي ليبقى الوطنُ سالمًا.

 

نَعلمُ جميعًا -يقينًا- بأنَّ صِحةَ الطلّاب مِن صِحة الوطنِ والحفاظُ عليهم يَعني الحفاظَ على المُنحنى الوَبائِي فِي السلطنةِ آمِنًا، استمرارًا للتحديثاتِ الأخيرةِ المُبشِّرةِ، نَاهِيك عَن أنهم هُم مُستقبلُ عُمانَ المُصان.

 

--:--
--:--
استمع للراديو