الوصال- سالم العمري

"شدني بكاء رجل كبير في السن أثناء الخطبة -کنت أتوقع فرحاً بعودة صلاة الجمعة -، بعد ذلك تبين أنه سابقا كان يصلي بجانبه رجلان من أصحابه، تعودوا أن يصلوا ثلاثتهم بمكان واحد، لكن شاءت قدرة الله أن يرحلا عن الدنيا، رحم الله أرواحاً فارقتنا"

هذا المشهد تركه حمد الراسبي في تعليق له على حساب انستجرام إذاعة الوصال. تواصلت مع حمد (أبو عبدالله) ليروي لي الحدث الذي رآه اليوم في أول صلاة جمعة بعد انقطاع دام أكثر من سنة ونصف في جوامع ولايته الكامل والوافي وفي بقية جوامع ولايات السلطنة. وهو مشهد بلا شك إن لم يتكرر بشكل كربوني. إلا أنه ظهر بصور مختلفة اليوم في عدد من الجوامع. فكم من أسرة كانت تذهب إلى الجامع مجتمعةً نقص فرد منها، وكم من جيران تعودوا الذهاب للجامع معاً قل عددهم. وكم من أسرة كانت تجتمع بعد صلاة الجمعة غابت اليوم عنها أم أو أخت أو زوجة.

أجد من الواجب علينا جميعاً في هذا اليوم المبارك ونحن نفرح بعودة صلاة الجمعة أن نستذكر كل أولئك الذين اختارهم الله العلي القدير أن ينتقلوا إلى جواره، في فترة كانت صعبة بكل ماتحمله الكلمة من معنى، وأن ندعو لهم بالرحمة والمغفرة. وبذات الإيمان بالرضى والتسليم بما فقدنا ندرك أن رحمة الله واسعة فوق كل شيء وأنهم عند رحيم قدير.

كما أنه بذات الإيمان برحمة الله وقدرته، نؤمن حامدين الله بأننا في عمان تجاوزنا الأصعب في هذه الجائحة حسب المعطيات وإن كان الحذر واجباً. وأن خير ما نتصدق به لأجل أولئك الذين رحلوا أن نكثف الجد والاجتهاد لخدمة بلدنا كل في مجاله. مؤمنين بأنه رغم الجائحة التي هدت بلداناً وحطمت اقتصادات وشردت بشراً بأن هذا الوطن بحكمة قيادة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه وبجهد أبنائه سيخرج أقوى مما كان عليه قبل هذه الجائحة.

--:--
--:--
استمع للراديو