الوصال - ماهر الزدجالي  

من المشاهد السينمائية التي أحب مشاهدتها عندما يذهب شخص مهم لتخليص معاملة له ويستقبله المدير في مكتبه ويشرب شاي لغاية ما يتم الانتهاء من معاملته وبعد ذلك يشكره ويقول له "المرة القادمة سنشرب الشاي عندي في المكتب".!

ولأن السينما خيال غير واقعي فالقصص الواقعية تقول إنك عندما تراجع إحدى المؤسسات لتخليص معاملتك فإن أصغر موظف سيقول لك (السيستم عطلان تعال بعد بكرا) وإذا ذهبت لمكتب المدير تستفسر ستجده في اجتماع مهم وستخرج محبطا، وعند أقرب مقهى من المؤسسة ستتوقف لشرب شاي (كرك)، وفي أحسن الأحوال وإذا ابتسم لك الحظ طبعا ستجد أن ( الشاي مضبوط)!

ومسألة (الشاي مضبوط) مسألة نسبية مثل نظريات (اينشتاين)، فهناك من يفضله سكر زيادة، والبعض يفضله قليل أو بدون سكر، وبعضهم يفضله بحليب أو بدون، وهناك من يشرب الشاي باردا، وفي المقابل الغالبية العظمى تحب شرب الشاي وهو يفور من الحرارة حتى لو كنا في عز الصيف.  

وإذا استطاع صانع الشاي تحقيق هذه المعادلة فإن الشاي سيصبح (مضبوط) والأمر ذاته ينطبق على الخدمات التي تقدمها المؤسسات للجمهور والتي يجب أن تكون (مضبوطة كالشاي) وتتسم بالمرونة والسرعة حسب المعاملة وطبيعتها.

ومن المشاهد السينمائية التي تقهرني عندما يكون الشخص مهموما و(بايع بخساره) تجده يشرب شايا في مقهى بالقرب من البحر ولكن نصل إلى نهاية المشهد والشاي مكانه، لذلك نصيحتي على أرض الواقع علينا أن نشرب الشاي مهما كانت الظروف ومهما كان طعمه، فبالتأكيد في يوم من الأيام سيصبح الشاي مضبوطا.!

بالمناسبة المقال القادم سنتحدث عن ( المعكرونة بالبشاميل ) وعلاقتها بالثورة الصناعية الرابعة!.

والآن هل يدلني أحدكم على مقهى (يضبط الشاي) لدي معاملة مستعجلة..؟!

 

 

--:--
--:--
استمع للراديو