الوصال - ماهر الزدجالي 

يقال إن أكبر كذبة متداولة هي (أنا سأبدأ الدايت الشهر القادم) !، و(الدايت) مصطلح غربي امبريالي ظهر تخفيفا لكلمة (الرجيم) المرتبطة بالشيطان الرجيم "والعياذ بالله منه"!
ولأن (الدايت) أصبح مصطلحا مقبولا ومألوفا في حياتنا اليومية فقد تسابقت شركات الأغذية في تصنيع الأغذية والمشروبات ( الدايت على حد قولهم )، وأصبحت الموضة أن تأكل في مطاعم (الدايت) وتشرب مشروبات (الدايت) وأنت تتمرن في الصالة الرياضية وتضع صورك في (الإنستغرام)!
ولأننا تعودنا على (الدايت) في حياتنا فقد ظهر (الدايت) في كل نواحي حياتنا فالراتب أصبح يعمل (دايت) ليكفي فقط لنصف الشهر، ووجباتنا اليومية الثلاث أصبحت وجبة ونصف كل يومين، وبيوتنا الكبيرة أصابها (الدايت) فأصبحت (توين فيلا) أو شقة بغرفة وصالة.!
وشوارعنا أصبحت (دايت) على حركة السيارات المتنامية، والمؤسسات الخدمية أصبحت تقدم خدمات (دايت) لطوابير المراجعين المنتظرة لخدمات كاملة الدسم.!
ونتيجة ذلك أصبحت نفسياتنا (دايت) هي الأخرى ويكفي أن تلقي نظرة على ساحات "التويتر" وما يدور فيها من تنمر واستهزاء.
ورحلت قصائدنا الغزلية الطويلة والأغنيات التي أصابها (الدايت الفني) لتصبح ثلاثة أبيات شعرية.
وحتى الحكومات أصابتها عدوى (الدايت) فأصبحت تمارسه على شعوبها من باب الحرص على سلامتهم وحرصا على صحتهم من الترهل والسمنة والدهون الدسمة، وطبقت عليهم برنامج ( سبعة أيام دايت في الأسبوع)!
ونصيحتي للشباب المقبلين على الزواج أن يبحثوا عن زوجة تعمل (دايت) ليلا نهارا حتى توفر لكم ثمن (عيوش المندي) و(دبل برجر )!
ولذلك ومن اليوم وصاعدا ستكون سياسة (الدايت) هي شعارنا ولا ننتظر أي وجبة دسمة أو (صحن برياني) وبشكل عام أنا مع سياسة (الدايت) بدلا عن (عمليات التكميم)!



--:--
--:--
استمع للراديو