الوصال - محمد النهاري 

في ليلِ الأحدِ؛ في الخامس والعشرين من رجب أُثقِلَ علينا نبأُ أفول بدرِنا المنيرِ سعادةِ عبدالله بن حسين المشهور هذا الرجلُ النبيلُ الصادعُ بالحقِّ منذ أن عُرف، لقد فقد الوطنُ رمزاً من رموزِه البارزةِ، ننعى عزيزاً ملأ صيتُهُ الحسنُ المجالسَ والبيوتَ ونظرَ إليه جميعُ النَّاسِ نظرةَ السُّرورِ والزهو، لم يكن ليواربَ في أيِّ كلمةٍ أرادَ نطقها.

عن فقير أو صاحب حقٍّ أو للمصلحة العامة؛ لقد كان انعكاساً لهمومِ الوطنِ والمواطنِ، فشهدت تجربةُ الشُّورى على مسيرتِهِ الطويلةِ في الدِّفاعِ عن حقوقِ المواطنِ.

لقد نادى للإصلاحِ دائماً في كلِّ ملتقى ومجلسٍ ومؤتمرٍ ولقاءٍ وحوارٍ؛ بعزيمةٍ لا تعرفُ الكَلَلَ وهمة لا تعرف الكسل.

سيظل "المشهورُ" موردَ فخرٍ ونجماً ساطعاً تستنيرُ به الأجيالُ القادمةُ الأنفةُ، شيّعته ظفار وتجلى عليها الحزن البالغ فقد بزغ فيهم "المشهور" بزوغه الأخير على أكتاف من أحبهم وتلقاهم في كل محفل بالترحاب كأنما يلقى ابنا أو أخا فلا تمضي وقفتك معه إلا وأسرتك سريرته النقية وأكننت له الاحترام والتقدير، فتلقوه اليوم مودعا بالدعاء واستذكروا مواقفه المشرفة التي شغلت أحاديثهم وستشغلها سنينا.


مشهورا فقدناه وما فقدناه، رحمَ اللهُ أبا هاشمٍ وأنزلهُ منازلَ النبيين والصديقين والشهداءِ والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقا فإنا لله وإنا إليه راجعون.



--:--
--:--
استمع للراديو